عنوان الفتوى : يريد والدها تزويجها من ابن عمها ويرفض الخاطب من غير العائلة
أنا والحمد لله أمارس تعاليم الدين منذ 4 سنوات ومنذ أن بدأت في ذلك كان والدي ووالدتي يحاولان أن يزوجاني ابن عمي الذي يعيش بالغرب وهو غير ملتح ومعرفته بالدين محدودة للغاية بالرغم من أنه يصلى الخمس صلوات اليومية وأنا أريد شخصاً يفهم حماسي للدين ويكون أفضل مني معرفة به حتى أتعلم منه لكن والداي يقولان إنني يمكنني أن أقوم بتعليمه. كما أن والدي كان يعبث بي جنسيا منذ أن كنت أبلغ 11 عام وقد كنت مرعوبة وصغيرة ولهذا فقد آثرت الصمت وعندما كبرت أخبرت والدتي وهى ضعيفة وتخشى أن يتركها والدي وصدقته وكذبتني. والآن فإن والداي لا يحباني ويطلقان علي "وهابية" لأني لست شافعية مثلهما وهما يسباني دائما أمام أفراد الأسرة. والآن والحمد لله فإن أخي الأصغر وأختي متدينان ويقول لي والداي أن أتوقف عن تلويث عقول أبنائهما. وأنا يصعب علي طاعتهما لأنهما يطلبان مني الكثير ويستمران في الإساءة إلي وإطلاق الأسماء علي ولم تعد لي علاقة بوالدي الذي يرفض أن يتحدث معي في شيء إلا تبادل السلام لأنه يقول أني اتهمته بأمور عظيمة ولأني طلبت منه ألا يلمسني بهذه الطريقة وهو يعتقد أنه على صواب ولا يعتقد أنه أخطأ أبدا لأنه فعل ذلك مع جميع أخواتي ولم يتحدثن لكن إحداهن هربت من المنزل. والآن هناك أخ وجده أخي مناسبا لي وهو متدين وعلى علم لكنه ليس من بلدتي ووالداي يرفضانه لأنهما يريدانني أن أتزوج ابن عمي وأنا لا أكترث كثيرا برفضهما هذا الأخ لكنهما يرفضان مقابلته ويقولان أن النبي قال أن علينا أن نتزوج ممن هو مكافئ لنا أي من عائلتنا. وقد حاولت أن أتحدث معهما لكنهما يسبانى دائما وتبكي والدتي وتقول بأنه لا أحد يريد أن يستمع لها ويطيعها فهل رفضي للزواج بابن عمى يعد عصيان لهما؟؟ أرجو أن تسدوني النصح حول كيفية التصرف في هذا الموقف لأني في حيرة شديدة ومرعوبة من أن يعاقبني الله لأن والداي يعتقدان أني لا أعطيهما حقوقهما. وهل أخطأت عندما أخبرت والدتي بما قام به أبى معي؟ لكني لدى أخوات صغيرات بالمنزل وأخشى أن يعبث بهن والدي أيضا وهذا الأمر دمر علاقتي به ولا أريد أن يتكرر ذلك معهن فأنا أريدهن أن يحببن والدي وأن يطعنه وهو الأمر الذي أجد صعوبة فيه الآن بسبب ما حدث في الماضي. وهل والدي على حق في قوله بأنه يحق له أن يفعل معنا ما يشاء لأنه والدنا وأنه حتى يجوز له أن يجامعنا؟ وقد قال أنه يحرم أن نقول لا لوالدينا لأن النبي إبراهيم لم يقل لا أبدا لوالديه وأنا أريد أن أطيع والداي لكنهما يجعلان هذا أمرا بالغ الصعوبة فأرجو أن تسدي لي النصح يا شيخ .
الحمد لله
إنا لله وإنا إليه راجعون .
إن ما ذكر لأمر عظيم يقشعر منه البدن ، فكيف يصبح الراعي المؤتمن ذئبا جائعا مفترسا ، وكيف يصل الأمر بإنسان - مهما كان علمه وثقافته - أن يقول : إن له الحق في بناته ولو وصل الأمر إلى الجماع ، ويستدل على ذلك بطاعة الوالدين ، سبحانك هذا بهتان عظيم .
ولا شك أن من استحل ذلك فهو كافر بإجماع المسلمين ، فإن تحريم هذا معلوم بالضرورة من دين الإسلام ، وفعله شذوذ لا يجاهر به إلا زنديق .
وقد أصبت في إخبار والدتك وفي اتخاذ كل وسيلة تمنعه من ممارسة شذوذه وانحرافه معك .
وعليك أن تحسني صحبته وأن تطيعيه في المعروف لا في المعصية .
ولا يلزمك الزواج من ابن عمك ، ولك الحق في الرضا به أو رفضه ؛ ولا يجوز إجبار المرأة على الزواج ممن لا تريد ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( الأيم أحق بنفسها من وليها ، والبكر تستأذن في نفسها وإذنها صماتها ) رواه مسلم (1421).
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا تُنْكَح الأيم حتى تُسْتَأمر ، ولا تنكح البكر حتى تستأذن . قالوا : يا رسول الله وكيف إذنها ؟ قال : أن تسكت ) رواه البخاري (4843) ومسلم (1419).
وإذا تقدم الرجل الصالح الذي ترضينه ، فرفضه والدك لكونه من غير عائلتك ، كان عاضلا ، وانتقلت الولاية منه إلى من يليه وهو الجد إن وجد ، ثم إلى أخيك ، وله أن يزوجك بغير رضا الأب ، لكن عليك مراعاة المفاسد التي قد تترتب على ذلك .
وراجعي السؤال رقم (7193) .
ونوصيك بالإكثار من الطاعة واللجوء إلى الله تعالى وسؤاله أن يحفظك ويحفظ أخواتك .
نسأل الله لك التوفيق والسداد .
والله أعلم .
أسئلة متعلقة أخري |
---|
يريد والدها تزويجها من ابن عمها ويرفض الخاطب من غير العائلة |