عنوان الفتوى : حقيقة شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم
هل شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم هي مجرد الدعاء والتوسل إلى الله أن يعفو ويصفح؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فننبه السائل أولاً إلى أن أسلوب سؤاله وقوله مجرد الدعاء يفهم منه التقليل من شأن الدعاء والتوسل إلى الله تعالى وهذا خطأ بين وغلط كبير، فأي شيء أفضل من دعاء الله تعالى والتوسل إليه؟ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الدعاء هو العبادة. رواه أصحاب السنن وصححه الألباني. وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {المائدة:35}.
وعلى كل حال فإن الشفاعة معناها (الوسيلة والطلب..) وشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لا تكون إلا بالدعاء والتضرع إلى الله تعالى والتوسل إليه، وشفاعته صلى الله عليه وسلم أنواع منها ما كان لإراحة الناس من هول الموقف الأعظم، وتكون بعد الاستئذان على ربه عز وجل وهي الشفاعة الكبرى التي يتأخر عنها الأنبياء والرسل بعد أن يأتيهم أهل الموقف يستشفعون بهم إلى ربهم ليريحهم من ذلك الموقف فيقول كل واحد منهم: إن ربي غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله نفسي نفسي.. فإذا أذن له خر ساجداً فيحمد الله تعالى بأحسن المحامد ويثني عليه بأحسن الثناء.. فيقال له يا محمد أرفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعطه واشفع تشفع. جاء ذلك في حديث الشفاعة الطويل في الصحيحين وغيرهما فنرجو أن تطلع عليه بتمامه، وانظر الفتوى رقم: 57726.
والله أعلم.