عنوان الفتوى : حكم طول المكث في الحمام وعصر الذكر للتأكد من انقطاع المذي
أنا رجل مذاء، يخرج مني المذي بسرعة وبكثرة كلما وجدت إثارة جنسية وداعبت زوجتي وانتصب ذكرى، وينزل عند الإثارة وقبل الجماع وحتى بعده، ويستمر نزوله لفترة طويلة تمتد لساعات،وإليك ما أفعله : أجلس في الحمام -أكرمكم الله- لوقت طويل وبتوتر كثير، أعصر الذكر محاولا إيقاف المذى حتى أستطيع أن أطهر للصلاة. وبعد أن يترجح لي أنه توقف بعد عصر الذكر بين الحين والآخر ولمدة طويلة، أضع مناديل مبللة على رأس الذكر أو أبلل السروال الداخلي في المكان الملاصق للذكر، ثم أصلي. بعد الصلاة أرجع ثانية للحمام للتأكد من أن شيئا من المذى لم ينزل أثناء صلاتي، في بعض الأحيان أجد وفي بعضها لا أجد، وعندما أجد أعيد صلاتي مرة ثانية وأحيانا مرات عديدة. هذا الأمر أرقني كثيرا وأصابني بالضيق النفسي والتوتر الشديد. أفيدوني أفادكم الله بالقول الفصل وبالتفصيل الممل حتى لا يجد الشيطان لقلبي سبيلا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا داعي إلى ما تفعله من طول المكث في الحمام وعصر الذكر، ولا إلى ما يحصل لك من التوتر الشديد، وغير ذلك مما فصتله تفصيلا.
وأعلم أخي السائل أن حالك لا يخلو من أمرين:
أولهما: أن لا يخرج منك المذي بصفة مستمرة بحيث تجد وقتا لا يخرج فيه المذي ويكفى للوضوء والصلاة. ففي هذه الحال يجب عليك أن تنتظر حتى يتوقف خروج المذي وتستنجي منه وتتوضأ وتصلي حتى ولو فاتتك صلاة الجماعة فلا إثم عليك، لأن تحصيل شرط الطهارة مقدم على تحصيل الجماعة، ولا يلزم من كون الرجل مذاء أن يصل إلى حالة السلس، فالسلس هو الحدث الملازم للوقت كله أو أكثره أو نحو ذلك مما يشق معه إعطاء حكم الحدث الأصلي من الطهارة أو الوضوء أو نحوهما لهذا الحدث الملازم، وعصر الذكر غير مشروع وقت الاستنجاء فقد ذكر بعض العلماء أنه بدعة وربما أضر بصاحبه وتسبب في السلس.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ... فإذا عصر الذكر أو الفرج أو الثقب بحجر أو أصبع أو غير ذلك خرجت الرطوبة، فهذا أيضا بدعة. اهـ.
وانظر الفتوى رقم: 109627عن عصر الذكر عند الاستنجاء، والمكث فوق الحاجة في الخلاء مما يُنهى عنه.
قال ابن مفلح في الآداب: وطول المكث على قضاء الحاجة يولد الداء الدوي. اهـ.
ولا يلزمك التفتيش بعد الصلاة هل خرج شيء أم لا وهذا مما يزيد في الوسوسة.
ثانيهما : أن يستمر معك خروج المذي بحيث لا تجد وقتا يكفي للوضوء والصلاة. ففي هذه الحال تستنجي وتتوضأ بعد دخول الوقت وتصلي ولا يضرك ما خرج أثناء الصلاة كحال أصحاب الأعذار ممن به سلس البول والمستحاضة ونحوهما.
قال ابن قدامة في المغني: وجملته أن المستحاضة ومن به سلس البول أو المذي أو الجريح الذي لا يرقأ دمه وأشباههم ممن يستمر منه الحدث، ولا يمكنه حفظ طهارته عليه الوضوء لكل صلاة بعد غسل المحل وشده والتحرز من خروج الحدث بما يمكنه. اهـ.
ثم إن وضع المنديل المبلل لا يفيد شيئا وهو يزيد من انتشار النجاسة. فالواجب تجنبه.
وإذا كان خروج المذي بصفة مستمرة سببه ما ذكرت في السؤال وليس عن علة، فابتعد عن كل ما يكون سببا في خروجه حتى تؤدي عبادتك على الوجه الأكمل. مع العلم أن تسببك في خروجه لا يقطع عنك وصف العذر بالسلس، ولكن يكره لك أن تتسبب في خروجه بعد دخول وقت الصلاة، وقد نص الفقهاء على كراهة تقبيل الزوج المتوضئ زوجته، وجماع المغتسل إذا كان عادما للماء.
قال خليل: ومنع مع عدم ماء تقبيل متوضئ وجماع مغتسل إلا لطول. اهـ.
وإذا ضاق الوقت وجب الكف عن أي أمر ينافي الصلاة، وانظر الفتوى رقم: 80596عن ما يفعل من يخرج منه المذي كثيرا، والفتوى رقم: 105785 عن نزول المذي بشكل مستمر، والفتوى رقم: 98565.
والله أعلم.