عنوان الفتوى : من يشك في خروج المذي منه بعد الوضوء
يا فضيلة الشيخ: أعاني من مشكلة: وهي خروج سائل لزج أعتقد أنه مذي، والقصة كالأتي: تعرضت في صغري للتحرش الجنسي وعندما كبرت تبت إلى الله ومن ثم تعرفت على شخص في المسجد فما لبثت هذه المعرفة إلى أن تحولت إلى حالة عشق من قبلي فكنت كلما أجلس معه يخرج مذي وقدر الله أن فارقت هذا الشاب وتبت إلى الله وعزمت أن لا أتعلق بأي إنسان أبدا وأصبحت طبيعيا لمدة شهور، ولكن الحالة السابقة رجعت إلي وليس مع شاب معين، ولكن كلما أنظر إلى أحد الشباب أو الصبية ـ وخصوصا الوسيم منهم ـ أجد شيئا قد خرج ـ سائل يسير ولزج ـ ومن ثم تعينت في الآوانة الأخيرة كمحفظ للقرآن، فأنا أحفظ صبية وشبابا فأصبح يخرج مني هذا الشيء عندما أدرسهم، ولكن يا شيخ سبب خروج هذا الشيء هو التفكير والخوف من خروج مذي، ونوع التفكير ليس ممارسة الفاحشة مع أحد أو إي شيء حرام، وإنما خوفي من خروج هذا السائل اللزج، وأوكد لك يا شيخ بأنه ليس في نيتي تعلق أو عشق أو حب أو رغبة في ممارسة اللواط مع أحد ولكن أفكار ملحة، وفي بعض الأيام تناسيت هذه الأفكار فلم يخرج مني شيء أبدا وأصبحت طبيعيا، ولكن ما هي إلا أيام ورجعت الأفكار وخرج السائل، وفي الأيام الماضية قلت في نفسي لماذا أتضايق من خروج هذا الشيء إذا كان سيخرج سيخرج في كل الأحوال؟ فقلت إذن سأكون طبيعيا مع الطلبة ولا أعصب عليهم، لأنني أحيانا أغضب لخوفي من هذا الشيء وليس من الطلبة فمضيت في قولي ولم يخرج شيء أبدا ـ ولله الحمد ـ وفي بعض الأحيان أقوم الليل مثلا الساعة: 4 وأثناء القيام تأتيني هذه الأفكار وتخوفني من خروج المذي فعندما أتأكد منها عند صلاة الفجر لأعيد الوضوء لشكي أجد شيئا أبيض ملتصقا بالذكر لا أدري ما هو، ولكن إذا قلت لنفسي عند بداية قيام الليل سوف أتوضأ لصلاة الفجر وضوءا جديدا تذهب هذه الأفكار، وعندما أذهب لأتأكد عند الفجر فغالبا لا أجد شيئا خرج ـ لا سائل ولا شيء أبيض ملتصق على الذكر ـ وقل هذا إذا توضأت قبل كل صلاة مبكرا فغالبا ما يحدث، علما بأنني أدرس من بعد العصر إلى العشاء وفي الأيام الماضية يخرج هذا السائل إما قبل وضوئي للمغرب أو مع البول ـ أعزكم الله ـ أو يخرج في الصلاة، ونادرا لا يخرج، ولكن عندما أدخل إلى دورة المياه ـ أعزكم الله ـ لصلاة العشاء وأتأكد هل خرج شي أم لا, أجد شيئا بسيطا من هذا السائل اللزج فالتبس الأمر علي، فأعيد لذلك صلاة المغرب مع العشاء، وبعض الصلوات لا أعيدها،علما بأنه ليس في نيتي حب لأي شاب أو صبي أو تعلق به، ولكن هذا السائل أربكني، فهل أنا مصاب بالعشق؟ أم هو شيطان يحاربني؟ والله يا شيخ لا أدري، فهذه الحالة أمامك، فبماذا تنصحني؟ علما بأنني أفكر في السفر لطلب القراءات العشر ومتحمس لهذا، ولكن هذا الأمر أربكني، وفي الشارع عندما أرى شابا وسيما تأتيني أفكار وكأنني أعجبت به فأغض نظري، وأصبحت عندما أدخل المسجد أتجنب الصلاة بجانب الشباب وخصوصا أصحاب الوجوه الحسنة حتى لا أتضايق وتأتيني الأفكار والخوف من خروج المذي، وفي إحدى اليالي صلى جنبي أحد الشباب والله يعلم كيف كان خوفي من خروج المذي، ووالله يا شيخ إنني لست معجبا به ولا أميل إليه ولا أفكر فيه، ولكن الخوف من خروج السائل خوفني، فبماذا تصف حالتي؟ وهل هو عشق وتعلق؟ أم محاربة شيطان ووسواس قهري؟ علما بأنني عانيت من الوسواس القهري كثيرا، وهل أترك هذا المركز؟ وما حكم الصلوات التي يخرج فيها السائل؟ وهل أعيدها أم لا؟ والسائل غالبا ما يخرج أثناء صلاة المغرب وأكون بذلك محرجا من أن أذهب أمام الطلبة لأتوضأ من جديد وأعيد صلاة المغرب، وعندما أذهب لأتوضأ لصلاة العشاء أتأكد فإذا وجدته قدخرج أعيدها في وقت العشاء، وإذا لم أجده قد خرج لا أعيد شيئا, فما حكم هذا الفعل في إعادة الصلوات؟ وهل صحيح أم خطأ؟ وإذا كان خطئا فما الصحيح في رأيكم؟ وقد صليت بالناس إماما فخرج هذا الشيء، فهل أنا آثم؟ وفي هذه الأيام فعلت شيئا جديدا، قلت بما أن السائل يخرج بعد الاستفراغ من البول ـ أعزكم الله ـ أدخل قبل صلاة المغرب بنصف ساعة دورة المياه للاستفراغ حتى إذا كان سيخرج مذي لا يخرج في الصلاة وأعود من جديد لدورة المياه عند صلاة المغرب حتى أتأكد هل خرج أم لا؟ وبالفعل طبقت هذا، وكانت النتيجة: 1ـ أصبحت طبيعيا مع الطلبة قد تأتي أفكار ولكنها نادرة. 2ـ غالبا السائل يخرج في المرة الأولى ـ أي بعد الاستفراغ الأول ـ وفي الصلاة لا يخرج شي ء.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يعافيك ويصرف عنك السوء ويهديك لأرشد أمرك، واعلم أنّ الواجب عليك الإعراض عن الوساوس وعدم الالتفات إليها جملة وتفصيلاً، ولتحذر من التمادي فيها، فإن عواقبها وخيمة، وننصحك بعرض الأمر على طبيب نفسي مختص، مع الاستعانة بالله وصدق اللجوء إليه وكثرة الدعاء، وراجع في وسائل التخلص من الوسوسة الفتاوى التالية أرقامها: 39653، 103404، 97944 3086، 51601.
أما بخصوص السائل الذي يخرج منك: فالذي يظهر من سؤالك ـ والله أعلم ـ أنه ودي وليس مذيا، لكونه يخرج عقب البول، وسواء أكان ودياً أم مذياً فهو ناقض للوضوء، فالواجب عليك إذا تيقنت خروجه أثناء الصلاة أن تخرج منها وتجدد الطهارة، ولا يجوز لك أن تستمر في الصلاة مع تيقنك لخروجه، ولا تعذر في ذلك باستحيائك من الناس، فالله أحق أن تستحيي منه، ولا يجوز لك تأخير إعادة الصلاة التي فسدت حتى يخرج وقتها دون عذر وراجع في ذلك الفتوى رقم: 49708.
أما إذا كان الأمر مجرد شك في خروج هذا السائل ولست متيقنا من خروجه: فلا تلتفت لهذا الشك ولا يلزمك التفتيش عن خروجه، قال الشيخ ابن باز في جواب سائل يشك في خروج المذي منه بعد الوضوء: وما دام عندك شك ولو قليلا ولو واحد في المائة لا تلتفت إلى هذا الشيء، واحمله على الوهم وأنه ليس بصحيح. مجموع فتاوى ابن باز.
وما دمت قد اتبعت الطريقة المذكورة بالمبادرة إلى دخول الخلاء قبل الصلاة حتى تزول هذه الاضطرابات، فهذا خير.
وراجع في كيفية تطهير الودي الفتوى رقم: 125887.
وفي كيفية تطهير المذي الفتوى رقم: 50657.
والله أعلم.