عنوان الفتوى : الإشراف على القسم الديني في منتدى يشمل مخالفات
أنا مشرفة على القسم الإسلامي بأحد المنتديات، وهذا المنتدى منتدى عام، حيث إنه متنوع ويشمل كثيرا من الأقسام مثل: المناقشات الجادة، والعيادة الطبية والنفسية، وقسم للغة الانجليزية وغيرها، كما يشتمل المنتدى ـ للأسف ـ على أقسام لأخبار الفنانين وأفلامهم وما شابه ذلك، وأنا ـ فقط ـ مشرفة على القسم الإسلامي ولا أهتم بالأقسام الأخرى على الإطلاق. وسؤالى هو: أنني مشرفة في هذا المنتدى منذ ما يقارب العام، وأشارك في القسم الإسلامى منذ ما يقارب العامين أو أكثر ولا أشارك في غير الأقسام الإسلامية به أو التي لا علاقة لها بأقسام الفنانين، فهل علي إثم بإشرافي في المنتدى؟ أم أترك الإشراف؟ أفكر في بعض الأوقات أنه طالما المنتدى متنوع وهناك أقسام فنانين فقد أتحمل وزر هذه الأقسام رغم أنني لا أدخلها، ولكنها موجودة ـ للأسف ـ وباشتراكي وكأني أعين صاحب المنتدى على الاستمرار حتى لو كان مجرد اشتراكي فى الأقسام الإسلامية، ومن ناحية أخرى أفكر بأنه هناك العديد من الأشخاص الذين يدخلون الأقسام الفنية قد يدخلون القسم الإسلامى ويهديهم الله تعالى بأن لا يدخلوا الأقسام الفنية، وبتركي أو غيرى الإشراف في تلك الأقسام قد يشجع البعض على زيارة الأقسام الفنية، لأنه لا توجد أقسام إسلامية مثلاً، أو هناك أقسام إسلامية، ولكن لا يعتني بها أحد وقد تكثر فيها المواضيع المكذوبة والمغلوطة، وقد استطعت ـ بفضل الله ـ إقناع بعض الأخوات في أن لا يدخلن الأقسام الفنية، ومع ذلك فأنا في حيرة من أمري، فأرجوكم أفتوني، خصوصاً أنني أستعين بموقعكم الكريم فى الفتاوى بخصوص المواضيع المغلوطة والمقالات وما شابه ذلك.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن ينير بصيرتك، وأن يوفقك لما يحب ويرضى، وأن يجنبك مضلات الفتن ـ ما ظهر منها وما بطن.
وأما بخصوص جواب سؤالك: فلا حرج عليك ـ إن شاء الله ـ في البقاء في القسم الإسلامي بهذا المنتدى، ما دام عملك هذا لا يجرك إلى سوء، وليس فيه إعانة على منكر، ولا إقرار له، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 113475، ولكن ننبهك إلى أنه يجب عليك أمران:
الأول: النصح للقائمين على المنتدى ببيان الضوابط التي يجب عليهم أن يلتزموا بها، كما سبق بيانها في الفتوى رقم: 65753، وأنه يجب عليهم حذف كل ما يغضب الله تعالى من منتداهم، وإلا فإنهم يتحملون من أوزار هذه المحاذير بقدر وزر من يراها أو يسمعها أو يقرؤها، لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا.
الأمر الثاني: النصح لرواد المنتدى وببيان حرمة هذه الأشياء وخطورة القرب منها.
ومبنى هذين الأمرين على قول الله تعالى: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ. { آل عمران: 104 }.
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: الدين النصيحة ـ قلنا: لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم. رواه مسلم.
وقوله صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. رواه مسلم.
وقوله صلى الله عليه وسلم: من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا. رواه مسلم.
والله أعلم.