عنوان الفتوى : الأمر لوالدكم إن أراد استرجاع البيت أم لم يرد

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

من فضلكم أريد الجواب على هذا الانشغال الذي يؤرقني ويؤرق جميع العائلة والمتعلق ب: كانت في بيت العائلة مشاكل كثيرة خصوصا بين زوجة عمي الكبيرة وزوجة عمي الأخرى، فارتأى أبي أن يقرض أي يقوم بعملية سلف لعمي، وقد سلفه المنزل وقال له أبي لكي ننقص المشاكل، ولكن عند ما آتي في فصل الصيف آخذه لي ولعائلتي، ولكن عمي عند ما نذهب في فصل الصيف لا يخرج من البيت وهذا بتحريض من زوجته، ومنذ أعوام أصبح يقوم بكراء البيت ويستفيد من النقود وهذا من أجل أن يبني بيته، في البداية قال له أبي خذ النقود وأعن نفسك في البناء، وهو الآن يوشك على إنهائه لكن أصبح يماطل في إكماله حتى لا يخرج من البيت أو بالأحرى امرأته هي التي تمانع من إكمال بناء البيت وبالتالي الخروج منه، فمثلا العام الماضي قبضت 5 ملايين سنتيم، مع العلم أن هذا المبلغ كان يكفي لإكمال البيت وقامت بصرف كل المبلغ على مصاريفها الشخصية، كما أنهم لا يقومون بدفع مصاريف البيت المتعلقة بالكراء وهذا ما يهدد أبي بفقدان البيت باعتباره المالك الأصلي للبيت، وباعتبار أنهم يماطلون في إكمال البيت طلبت من زوجة عمي أنا وأختي الخروج من البيت وقالت لن أخرج حتى يطلب أبوكم ذلك، لأنها تعرف أن أبي لن يقول لها اخرجي. وفي الأخير أرجو منكم الإجابة خصوصا مع اقتراب فصل الصيف، وأبي لا يريد أن يقول لهم اخرجوا بل يتمنى أن يخرجوا لوحدهم ويسلموا له المفتاح، علما بأنه أقرضهم إياه عام 1999، أي منذ 11 سنة. فهل يجوز شرعا أن يخرجهم والدي، مع العلم أنه يرفض تماما الفكرة لأنه يعتبر من العيب كبير أن يقول لأخيه اخرج حتى وإن كان بأسلوب لبق؟ وما حكم عمي الذي يماطل؟ وما حكم زوجته التي تأخذ النقود لمصاريفها الشخصية، مع أنني دائما أقول أنا وإخوتي تأخذهم بلا سماح فهل هذا يجوز؟ وهل يجوز الدعاء لكي يخرجوا من البيت لأنهم أضرونا كثيراً كثيراً كثيراً ماديا ومعنويا.. ومن كل النواحي... وإن كان الحكم بالجواز أرجو منكم الدعاء ليخرجوا من البيت أرجوكم، وما حكم عمي الذي يتمسكن ويتمارض كلما وصل إليه الكلام بالخروج. أفيدونا أفادكم الله؟ وفي الأخير تقبلوا مني فائق التقدير والاحترام وشكراً جزيلا.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أحسن والدكم بمساعدته لأخيه في منح البيت ليسكنه أو يستفيد من كرائه في بناء بيت يخصه، وله الأجر والمثوبة على ذلك عند الله عز وجل إن احتسبه وسيخلف له خيراً مما فاته، ففي الحديث المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً.

وإذا أراد والدكم أن يسترجع البيت من أخيه فلا حرج عليه، وأما أنتم بدون أمر من والدكم فلا يحق لكم ذلك، لأن البيت خاص بأبيكم وله عريته لأخيه وله أن يهبه إن شاء، لكن ينبغي لأخيه مراعاة ظروفه وإعادة البيت إليه ولا يحرجه بطلب ذلك منه، وأما الدعاء عليه أو على زوجته بأن يخليا المنزل فلا بأس به ما لم يتضمن الدعاء إثماً أو قطيعة رحم، وللمزيد انظري الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 111584، 65886، 129815.

والله أعلم.