عنوان الفتوى : ناصحيه فإن لم يتب فمن حقك أن تطلبي الطلاق

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أنا سيدة متزوجة ولي ثلاثة أطفال، أجاهد نفسي على طاعة الله واجتهد أن أربي أطفالي على الإسلام وعلى سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخشى الله كثيرا، لكن زوجي -سامحه الله- لا يتقى الله في فهو كثير العلاقات النسائية، ولقد علمت يقينا أنه جاء بامرأة لبيتي وزنا بها وأنا في زيارة لأهلي، وعند ما علمت بذلك بكى ووعدني بالتوبة ورجاني ألا أهدم البيت، ففوضت أمري إلى الله وأعطيته فرصة ولم أفضحه أو أقل لأحد ولكنى أصبحت أبغضه ويعلم الله أني لم أقصر معه في حقه كزوج. والآن وبعد عام من هذه الخيانة تكرر الأمر ثانية. أنا لا أدري ماذا أفعل هل أطلب الطلاق؟ هل أستمر في حياتي معه رغم أني أصبحت لا أطيقه إلى درجة أني أكرهه والشيطان لا يدعني فدائما يصور لي ما حدث؟ أشعر بضغط نفسي رهيب أوشك على الانهيار. أرجو من فضيلتكم أن تهتموا لحال أمة مسلمة تبكي حالها ليل نهار وأخشى أن افتن في ديني ودنياي. أفيدوني رحمني الله وإياكم وجزاكم الله خيرا عني وعن المسلمين جميعا.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالذي ننصحك به، أن تناصحي زوجك وتحثيه على المبادرة بالتوبة وتخوفيه عقاب الله في الدنيا والآخرة وتذكريه بالموت وما بعده، مع معاشرته بالمعروف والقيام بحقوقه لاسيما فيما يتعلق بأمور الاستمتاع، وتشجعيه على مصاحبة الصالحين، وسماع المواعظ وحضور مجالس العلم والذكر، مع الإلحاح في الدعاء له بالهداية، فإن الله قريب مجيب.

فإن لم يتب ويستقم فمن حقك طلب الطلاق منه، وانظري في ذلك الفتوى رقم: 37112.

لكن ينبغي أن توازني بين المصالح والمفاسد في الطلاق والبقاء معه، وتختاري ما فيه أخف الضررين، فإن وجدت أن بقاءك معه أخف ضررا من الطلاق فلا حرج عليك في البقاء معه، وليكن لك في شغلك بتربية أولادك وتنشئتهم تنشئة صالحة ما يملأ عليك حياتك ويعوضك عما تفقدينه في زوجك، وأبشري خيراً فلن يضيع جهدك، قال تعالى: إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ. {يوسف:90}.

والله أعلم.