عنوان الفتوى : حكم تنشيف بعض الأعضاء قبل إتمام الوضوء
أتوضا في العمل أبدأ باليدين والفم والأنف وغسل الوجه والرسغين والمسح على الرأس ثم أنشف ما توضأته ثم أكمل وضوء القدمين هل يجوز ذلك؟ وأحيانا أكون مضطرة لذلك خصوصاً وأنا بالعمل حتى لا أشرشر الماء في المكان الذي أتوضا فيه؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فتنشيف الأعضاء بعد الوضوء والغسل جائز عند بعض العلماء ومكروه عند بعضهم، وممن ذهب إلى الجواز الإمام أحمد، فقد نقل عنه أنه لا بأس بتنشيف الأعضاء بالمنديل من بلل الوضوء والغسل، ويروي هذا القول عن عثمان والحسن بن علي وكثير من أهل العلم، نص على ذلك ابن قدامة في المغني.
وذهب إلى الكراهة عبد الرحمن بن مهدي وجماعة من أهل العلم، واحتجوا بالحديث المتفق عليه أن ميمونة قالت: إن النبي صلى الله عليه وسلم اغتسل فأتيته بالمنديل فلم يرده، وجعل ينفض الماء بيديه.
قال ابن قدامة: والأول أصح لأن الأصل الإباحة، وترك النبي صلى الله عليه وسلم لا يدل على الكراهة، فإنه صلى الله عليه وسلم قد يترك المباح كما يفعله، وقد عزى ابن قدامة للترمذي أنه قال: "لا يصح في هذا الباب شيء، ولا يكره نفض الماء عن بدنه بيديه، لحديث ميمونة" انتهى.
هذا بالنسبة للتنشيف بعد كمال الوضوء أو الغسل، والظاهر - والله أعلم - أن التنشيف في أثناء الوضوء له حكم التنشيف بعد الفراغ منه إذا لم يخل بالموالاة، فيجري فيه الخلاف المتقدم، والأظهر جوازه لعدم الدليل على منعه، وخصوصاً إذا دعت إليه حاجة.
والله أعلم.