عنوان الفتوى : بادر بالزواج إن استطعت
يا شيخي أنا شاب مسلم أصلي والحمد لله، تعرفت على فتاة في الدراسة طيبة وذات خلق، وتم تكوين علاقة تمثلت هذه العلاقة في مقابلات في الجامعة لمدة قصيرة في أماكن يتواجد بها الناس، كنا نتحدث عن مستقبلنا وتكوين أسرة والخ ... لم تكن في هذه العلاقة لا مصافحة ولا خلوات ولكن لم يكن يعلم أحد بهذا وكنت أحاول أن لا يعلم أحد لكي لا أسيىء إلى سمعة تلك الفتاة . المهم شيخي أنا الآن تبت إلى ربي، والحمد لله بدأت أقرأ في تحقيق التوحيد ومعنى حب الله و صرف الحب لله والتوكل وتصحيح العقيدة. شيخي وجدت نفسي ضائعا بأتم معنى الكلمة لا أعرف حتى ما يعرفه الكفار عن ديننا. الآن بدأت في الإصلاح و تغيير حياتي أصدقائي علاقاتي تصرفاتي .... لكن مشكلتي الفتاة يا شيخي أنا أظن أنك فهمت قصدي فأنا لست بحجر و لا أستطيع الزواج الآن لأني لا زلت أدرس . ما الحل أفتني ولا تبخل علي بالنصح و التفصيل يا شيخي؟ أرجوك فالأمر عاجل . وآسف لإضاعة وقتك. في أمان الله.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهنيئاً لك التوبة والتوفيق للطاعة والإقبال على العلم النافع والعمل الصالح، فتلك نعمة جليلة أنعمها الله عليك، فاشكر الله قلباً وعملاً ولساناً. واحذر من استدراج الشيطان لك ومكائده ليصدك عن طريق الهداية ويفتنك عن سبيل الاستقامة، واعلم أنّ فتنة النساء خطرها عظيم فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال، من النساء. متفق عليه.
ولذلك لا يقر الشرع علاقة بين الرجل والمرأة الأجنبية بغير الزواج ، فإن كنت قادراً على الزواج من تلك الفتاة فلتبادر بالزواج منها ولا تمنعك الدراسة من الزواج إن كنت قادرا على مؤنته.
أما إذا لم تكن قادرا على الزواج منها ، فالواجب عليك قطع كل علاقة بها، والاجتهاد في صرف قلبك عن التعلق بها، وذلك بشغل أوقاتك بالأعمال النافعة وعدم الاسترسال مع الخواطر، وذلك يسير بإذن الله، ومما يعينك على ذلك الاعتصام بالله والتضرع إليه والإلحاح في دعائه، وأن توقن أنّه لا حول لك ولا قوة إلّا بالله، وتعلم أنّك لا تقدر على فعل طاعة أو ترك معصية إلّا أن يمنّ الله عليك بالإعانة والتوفيق، والحرص على الرفقة الصالحة والبيئة الإيمانية ، وكثرة ذكر الموت وما بعده، والتفكر في آيات الله ومعرفة نعمه، والتنويع في العبادات والأذكار والترويح عن النفس في الحدود المشروعة.
ومتى أمكنك الزواج منها بادرت إلى ذلك، ولا مانع من أن تتواعد معها ومع أولياءها على الزواج منها عند ما يكون ذلك ممكنا.
واعلم أنك في مرحلة من العمر لها خطرها، فالشباب يملك طاقة هائلة إذا أحسن توظيفها، فإن ذلك يكون سببا في صلاح أمره ورفعة شأنه وسعادته في الدنيا والآخرة، وأما إذا أهمل واستجاب لغرور الشيطان ومطامع الهوى ودواعي الكسل والخمول، فإنه يحرم الخير الكثير، ويندم حيث لا ينفع الندم، وسوف يسأل الإنسان عن تلك المرحلة من عمره يوم القيامة، فعن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تزول قدما عبد يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيم أفناه؟ وعن شبابه فيم أبلاه؟ وماله من أين اكتسبه ؟ وفيم أنفقه؟ وماذا عمل فيما علم؟ . رواه الترمذي وصححه الألباني.
والله أعلم.