عنوان الفتوى : خطبة فتاة وهي في طور المشورة بشأن خطيب تقدم لها

مدة قراءة السؤال : 4 دقائق

أنا شاب من الجزائر تعرفت على فتاة من أجل الزواج، ونشأت بيننا قصة حب دامت ثلاث سنوات وعدتها بالزواج، كنا نتكلم كثيرا في الهاتف، ونلتقي أحيانا راودتها عن نفسها، وأقنعتها بارتكاب المعاصي قائلا لها إنني أحبها وإننا سنتزوج عاجلا أم آجلا فلا بأس إن قبلتك أو .... غفر الله لي ولها. ارتكبنا عدة معاص كالتقبيل وملامسة جسمها ولكنني لم أزن معها قط، وأنا نادم على ما فعلت أنا كنت فعلا أنوي الزواج بها، ومع مرور الوقت ألحت علي للقيام بالخطوة الأولى الشرعية للزواج بأن أذهب إلى أهلها رافقت أهلي من أجل خطبتها فصرت أماطل لأنني لا أملك سكنا، ثم في الآونة الأخيرة تقدم شخص من مدينة بعيدة لخطبتها، فأخبرتني وقالت لي أرجوك تقدم لخطبتي، لقد تقدم لي شخص من مدينة بعيدة لا أعرف عنه، وعن أهله شيئا، ولا أعرف إن كنت سأستطيع العيش مع شخص آخر غيرك، فأجبتها بأن الوقت سينسيها، وإن كان هذا الشخص مناسبا لها ومن أسرة طيبة فاقبلي به، ثم بعد أيام سألتها عن رد أهلها، فقالت لي قلنا لهم أمهلونا وقتا ثم قلت لها وما رأيك أنت فأجابتني لا اعرف لم أقبل به ولم أرفضه، وأنا تائهة فقلت لها هذا زواج خذي وقتك في التفكير ولا تتسرعي. فقالت لي لن أقرر ولن نعطي كلمة حتى تأتي عمتي من المهجر لأنها كانت تسكن في نفس مدينة الخاطب وتستطيع التقصي عنهم. ثم أكملنا في علاقتنا كالسابق عبر الهاتف والتقينا مرة واحدة في خلوة لم تخل من المعاصي غفر الله لنا، وأخبرتها أنه دوما هناك آمل في زواجنا، بعد أيام أقنعني أهلي بضرورة الزواج، والبحث عن فتاة مناسبة فأخبرتهم أن أخت صديق لي لها صديقة طيبة، لم أستطع إخبارهم بأني على علاقة معها منذ ثلاث سنوات؛ لأننا من أسرة محافظة فقالوا لي سنسأل عن خلقها وعن أهلها, وبعد أيام أخبروني بأنها فتاة طيبة ومن عائلة محترمة ونحن موافقون لخطبتها لك، اسأل إن كانت مخطوبة أو لا، فسارعت لأخبر صديقتي بهذه المفاجئة السارة وبأنني قررت أن أتزوج بها وأوفي بوعدي لها فوجدت هاتفها مغلقا لمدة ثلاثة أيام، وبينما أنا أحاول الاتصال بها سمعت من صديقة لها لا تعرف بعلاقتنا بأن الفتاة التي أريد خطبتها تم تمليكها أي تكلموا عنها وسيخطبوها بعد شهرين، وعندما اتصلت بصديقتي أخبرتها بعزمي الزواج بها ففرحت كثيرا، ولم تصدق ما تسمعه، وعندما سألتها عن الشخص الذي تقدم لخطبتها هل وافقتم عليه، فقالت لي إنها قالت لهم إني موافقة مبدئيا في انتظار قدوم عمتي والتقصي عليه، وعلى أهله فأخبرتها بأن تخبر أهلها وأهله بأنها غير موافقة فقالت لا استطيع بعد قبولي مبدئيا، فأخبرتها بأنهم لم يقوموا بخطبة رسمية حسب العرف ولم تحددوا الصداق وأبديتم موافقة مبدئية فقط فقالت لي لا أستطيع التلاعب بالأشخاص، أنا في انتظار عمتي لكي تتقصى عنهم جيدا، سأخبرها عنك لكن لن أتدخل في قرارهم إلا إذا وجدت عيبا فيه أو في أهله، ولنترك أمرنا لله هو أعلم منا، وأنا جد متفائلة وأتمنى أن تكتشف عمتي أخبارا سيئة عن هذا الشخص وهذه العائلة، وأن أكون من نصيبك، أما إذا سمعت أخبارا جيدة عنه وكانت عائلته طيبة فأنا راضية بما كتبه الله لي ولا أستطيع افتعال أسباب غير واقعية لرفضي خشية أن أظلمه وخشية أن يعاقبنا الله ولا يبارك زواجنا .

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

  فقد ثبت فعلا نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن خطبة الرجل على خطبة أخيه، وذلك مقيد بما إذا تقاربا وركنا، أي مالت إليه ورضيت به كما بينا بالفتوى رقم: 33670.

 وأما إذا كان الأمر في طور المشورة كما هو الحال هنا فلا حرج في التقدم لخطبتها. وما دامت قد وعدت أهل ذلك الشاب إلى حين المشورة فينبغي لها أن تفي لهم بذلك.

  وقد أحسنت هذه الفتاة بحرصها على الوفاء، ولكنها أساءت بتمنيها أن تسمع أخبارا سيئة عن ذلك الشاب وعائلته. وأسأت أنت أيضا بتحريضك لها على رفضه، ولكن لا يعتبر ذلك منك تخبيبا لها ما دامت لم تركن إليه. وانظر الفتوى رقم: 49861. ولا يعتبر زواجك منها محرما.

  وإذا تيسر لك الزواج منها فذلك المطلوب، وإذا لم يتيسر لك ذلك فاصرف النظر عنها وهي أجنبية عنك فلا تجوز لك محادثتها أو الخلوة بها أو غير ذلك مما هو من أسباب الفتنة، كما حصل منك في الماضي، وقد أحسنت بندمك على ما فعلت معها، ولكن اجعل من هذا الندم توبة نصوحا. وراجع شروط التوبة بالفتوى رقم: 5450.

والله أعلم.