عنوان الفتوى : أمية النبي صلى الله عليه وسلم وعدم تحدثه بغير العربية

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أريد أن أعرف هل الرسول كان أميا لا يعرف القراءة ولا الكتابة أم جاءت كلمة الأمي بمعنى آخر؟ وهل كان في مكة في عهده يعرف اللغة السريانية والآرمية؟ وهل الرسول صلى الله عليه وسلم لا يتقن غير العربية أم كان يتقن لغة اخرى؟ وهل كان الانجيل والتوراة متواجدين عندهم؟ وهل كان قومه يعرفون هذه الكتب والله قد فضح بعض أهل الكتاب عن عقيدة التثليث وهل هذة معجزة لأن الله قد أخبرنا عنها؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد كان نبينا- صلى الله عليه وسلم- أميا لا يكتب ولا يقرأ، وهذا كمال في حقه ومعجزة من أعظم معجزاته صلى الله عليه وسلم، فمن أين لرجل أمي نشأ في أمة أمية أن يأتي بهذه المعارف الهائلة والحكم الهادية والتوجهات النيرة التي بهرت العقول، فأخرج بها الناس من ظلمات الجهل إلى نور العلم والمعرفة.. من أين له هذا الكتاب العظيم الذي تحدى به الثقلين (الإنس والجن) من أين له هذا كله إن لم يكن من عند الله عز وجل.

وكلمة الأمي التي وصف بها- صلى الله عليه وسلم- معناها معروف أي لا يكتب ولا يقرأ، تجد ذلك واضحا في قول الله تعالى: وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ. {العنكبوت:48}. وفي قوله تعالى: الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ. {الأعراف: 157}. 

ولم يكن الرسول- صلى الله عليه وسلم- يتحدث بلغة غير العربية.

وأهل مكة كلهم كانوا عربا، ولا توجد عندهم لغة غير العربية، ولم نقف على أنه كان فيهم أو من بين أفرادهم من يعرف السريانية أو غيرها، ولم يكن عندهم علم بمحتوى التوراة أو محتوى الإنجيل..

وأما عقيدة التثليث عند النصارى فقد صرح القرآن الكريم ببطلانها. قال الله تعالى: يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً. {النساء : 171}.

وللمزيد من الفائدة انظر الفتاوى: 11425، 78544، 117051. وما أحيل عليه فيها.

 والله أعلم.