عنوان الفتوى : الزانيان يكفيهما ظهور توبتهما كي يتزوجا
قرأت في الموقع أنه يجب على من ارتكبوا الزنا أن يتوبوا إلى الله منه قبل الزواج، طيب إذا كان الخطيب يأتي لزيارة خطيبته وهم في مرحلة التوبة من صلاة وذكر وندم ولأنهم لا يريدون الرجوع لهذا الذنب(العزم على عدم العودة)مرة أخرى يريدان الاستعجال في الزواج لتجنب الشبهات والمحرمات. هل عليه أن يعقد عليها أم ماذا؟ وكيف يعرفان أن توبتهما تم قبولها وأنهما أصبحا غير زانيين حتى يتزوجا؟ أرجو التوضيح وجزاكم الله كل خير عني وعن المسلمين جميعا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن الزنا من أشنع الكبائر التي تجلب غضب الله، والواجب على من وقع فيه أن يبادر بالتوبة إلى الله.
والراجح عندنا أنه لا يجوز للمسلم نكاح الزانية إلا أن تتوب وتستبرأ بحيضة أو بوضع الحمل إن كانت حاملا، وانظري الفتوى رقم: 1677.
والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب والندم على فعله، والعزم على عدم العود مع مراعاة الستر وعدم المجاهرة بالذنب، وانظري الفتوى رقم: 5450.
فإذا كان هذا الخاطب قد وقع مع خطيبته في الحرام ثم تابا وأراد أن يتزوج منها فلا حرج عليه في ذلك، وليعقد عليها عقدا صحيحا حتى تحل له، وإلى أن يعقد عليها فهي أجنبية عنه لا يحل له منها شيء، وانظري الفتوى رقم: 31276.
ولا يشترط لحل الزواج معرفة قبول توبتها وإنما يكفي أن تظهر منها التوبة.
قال ابن قدامة: .... فإذا تابت زال ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له............ وأما التوبة فهي الاستغفار والندم والإقلاع عن الذنب كالتوبة من سائر الذنوب. المغني.
مع التنبيه على أنّ التوبة إذا استوفت شروطها فهي مقبولة بإذن الله، قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ. {الشورى: 25}.
والله أعلم.