عنوان الفتوى : التقاء أرواح الأموات بالأحياء في منظار الشرع
توفيت أمي منذ شهرين -رحمها الله-وكنت أصطحبها إلى الحمام، منذ ذلك توقفت عن الذهاب وهذا الاسبوع ذهبت وهناك وفي نفس المكان الذي أغسل لها وجدتها صحبة امرأة أخرى وبقيت كامل الوقت تشكرني وتنصحني وقد بسملت عدة مرات و لكن شبحها مع المرأة لم يفارقاني حتى خرجت لأعود إلى للمنزل. دام لقائي معها قرابة ساعة علما أنني دائما أراها في المنام و ليس بهذه الصفة. الرجاء تفسير ذلك؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأما رؤية الأم المتوفاة في المنام فلا إشكال فيه، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن أرواح الأحياء وأرواح الأموات تلتقي وتتعارف في المنام، واستدلوا على ذلك بقوله تعالى: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى. {الزمر: 42}.
قال الطبري: ذكر أن أرواح الأحياء والأموات تلتقي في المنام، فيتعارف ما شاء الله منها، فإذا أراد جميعها الرجوع إلى أجسادها أمسك الله أرواح الأموات عنده وحبسها، وأرسل أرواح الأحياء حتى ترجع إلى أجسادها إلى أجل مسمى وذلك إلى انقضاء مدة حياتها. اهـ.
وقد روي معنى ذلك عن ابن عباس وسعيد بن جبير والسدي، وذكر نحوه البغوي والقرطبي والثعلبي وابن كثير وابن عادل والبقاعي والسعدي وغيرهم. وأطال ابن القيم ـ رحمه الله ـ النفس في إثبات ذلك وانتصر له بقوة في كتاب (الروح). وقد أوردنا طرفا من كلامه عن ذلك في الفتوى رقم: 13853. وكذلك رجح هذا القول أيضا ابن الصلاح في فتاويه بعد أن عرض ما فيها من أقوال، ثم قال: هذا الذي نجيب به، وهو الأشبه بظاهر الكتاب والسنة. اهـ. وكذلك فعل السفاريني في (لوامع الأنوار البهية).
فهذا ما يتعلق بالرؤيا المنامية.
وأما الحكاية التي صدرت بها السائلة سؤالها، فالله تعالى أعلم بحقيقة ذلك، وقد ذكر الشيخ ابن باز مسألة التقاء أرواح الأحياء والأموات في المنام ثم قال: فهذا هو الذي عليه السلف من أن أرواح الأموات باقية إلى ما شاء الله وتسمع, ولكن لم يثبت أنها تتصل بالأحياء في غير المنام. اهـ.
ولمزيد الفائدة يمكن الاطلاع على الفتويين: 19903 ، 50505.
والله أعلم.