عنوان الفتوى : هل يطلب وَضوء شخص إذا شك في أنه قد عان ولده
امرأة مرضت بنتها, فأخذتها إلى راق فأخبرها بأنها مصابة بالعين، وهذه المرأة شكت بأن أمها وأخواتها وزوجات إخوتها أصبنها بالعين فطلبت منهن ماء الوضوء: فهل يصح بمجرد شك أن يطلب الإنسان الماء من أشخاص عدة؟. علما بأنه نتج عن هذا بعض المشاكل بين هؤلاء النسوة، قالت لها إحداهن يجب أن تعرفي ـ يقينا ـ من أصاب ابنتك بالعين، وإن لم تعرفيه، فإن الرقية تكفي.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فينبغي للإنسان أن لا ينساق وراء الشكوك والأوهام، فلا يتهم إنسانا ما بأنه قد عانه دون قرائن قوية تدل على ذلك، أما إذا غلب على ظنه وقويت التهمة في حق شخص أو أشخاص معينين، فحينئذ له أن يطلب منهم الوضوء، على أن يكون ذلك بأسلوب حسن مناسب، وأن يعلمهم بأن هذا لا يعيبهم، فإن العين قد تقع من الإنسان على نفسه أو ولده أو من يحب، لمجرد الإعجاب.
وإذا خشي المعين عدم تفهم العائن للأمر، وكانت هناك مفاسد ستترتب على طلب ذلك ـ كوقوع العداوة والبغضاء وفساد ذات البين ونحو ذلك ـ فليكتف بالرقية الشرعية والابتهال إلى الله أن يذهب عنه ما أصابه.
وهذا ما ننصح به تلك المرأة المصابة ـ ما دام الحال كما ذكر في السؤال ـ وتراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 117939، وما أحيل عليه فيها.
ثم إنه ينبغي التأكد من كون ذلك الراقي موثوقا فيه عالما بأعراض العين، فقد تكون البنت مريضة بسبب آخر
غير العين.
كما يجدر بالذكر أن الرقية إنما تكون على يد أهل الدين والاستقامة، وتراجع في ذلك الفتوى رقم: 6347.
والله أعلم.