عنوان الفتوى : سبب التذكير والتأنيث وشَبَه الولد...رؤية شرعية طبية علمية
هل يوجد بعض الأحاديث تخص علم الوراثة؟ مع شرحها.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن محمداً صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين والمرسلين أيده الله بالمعجزات الظاهرات، والآيات الباهرات، والحجج الساطعات.
وجاء ذكر هذه المعجزات في كتاب الله تبعاً للغرض الذي من أجله أنزل الله الكتاب، وهذا ظاهر بلا ارتياب، حيث يقول الله تعالى: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) [البقرة:2].
فهو كتاب هداية وإعجاز، فقد أعجز البلغاء ببلاغته والفصحاء بفصاحته، وليس القرآن كتاب طب، وإن كان فيه ما يدهش الأطباء، وليس كتاب فلك، وإن كان فيه ما يأسر عقول الفلكيين الخبراء، وكيف لا يكون القرآن كذلك، وهو كلام رب العالمين الذي خلق كل شيء فقدره تقديراً الذي أحاط بكل شيء علماً.
وكذا السنة المطهرة فقائلها هو الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى، ومما ورد على لسان الصادق المصدوق ما أخرجه البخاري في صحيحه من حديث أنس رضي الله عنه قال: بلغ عبد الله بن سلام مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فأتاه فقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي، قال: ما أول أشراط الساعة؟ وما أول طعام يأكله أهل الجنة؟ ومن أي شيء ينزع الولد إلى أبيه، ومن أي شيء ينزع إلى أخواله؟ فقال رسول صلى الله عليه وسلم: "خبرني بهن آنفاً جبريل. قال: فقال عبد الله: ذاك عدو اليهود من الملائكة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب، وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد حوتٍ، وأما الشبه في الولد فإن الرجل إذا غشي المرأة فسبقها ماؤه كان الشبه له، وإذا سبق ماؤها كان الشبه لها". قال: أشهد أنك رسول الله..
وفي مسند أحمد من حديث ابن عباس، وفيه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم للجماعة من اليهود حين جاؤوه: فأنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو الذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون أن ماء الرجل أبيض غليظ، وأن ماء المرأة أصفر رقيق، فأيهما علا كان الولد والشبه بإذن الله، إن علا ماء الرجل على ماء المرأة كان ذكراً بإذن الله، وإن علا ماء المرأة على ماء الرجل كان أنثى بإذن الله. قالوا: نعم...
وفي صحيح مسلم من حديث ثوبان، وفيه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ماء الرجل أبيض، وماء المرأة أصفر، فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة أذكرا بإذن الله، وإذا علا مني المرأة مني الرجل أنثا بإذن الله".
ويستخلص من هذه الأحاديث: أن السبق سبب الشبه والعلو سبب التذكير أو التأنيث، وهذا ما أثبته الطب الحديثوالحيوانات المنوية للرجل هي التي تحمل الذكورة والأنوثة، أما المرأة فلا علاقة لها بذلك، فهي كالأرض تنبت ما زرع فيها، وهذا مصداق قوله تعالى: (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ) [البقرة:223].
ه.
وفي سنن الترمذي من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: قلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه: اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منَّا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على ما عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا.
وفي الحديث إشارة إلى توارث الصفات من السابق للاحق، وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: "واجعله" أي المذكور من الأسماع والأبصار والقوة (الوارث) أي الموروث.
كما ذكر الحافظ نقلاً عن صاحب اللمعات، وهذا ما أثبته العلم التجريبي اليوم.
وللمزيد يمكن مراجعة بعض مواقع الإعجاز العلمي،خصوصاالتي تعتني بأبحاث الشيخ عبد المجيد الزنداني حفظه الله.
والله أعلم.