عنوان الفتوى : صلاة سنة الوضوء والضحى بنية مستقلة أفضل من صلاتهما بنية واحدة
عند ما أصلي ركعتين بنية سنة الوضوء وتحية المسجد والضحى هل ثوابها كأني صليت كل صلاة لوحدها أم الأجر على سنة واحدة منهم فقط؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فسنة الوضوء وتحية المسجد من السنن غير المقصودة لذاتها ومن ثم فإنها تندرج في غيرها بحيث يصح التشريك في النية بينها وبين غيرها من الصلوات، فمن صلى ركعتين بنية تحية المسجد وسنة الوضوء وصلاة الضحى أجزأه ذلك.
قال الشيخ العثيمين رحمه الله: يصح ذلك؛ لأن بعض السنن تكون مقصودة بذاتها، فهذه لا تتداخل، وبعض السنن يكون المقصود منها تحصيل الصلاة فقط، فمثلاً: سنة الوضوء المقصود بها أن تصلي ركعتين بعد الوضوء؛ سواء سنة الوضوء أو ركعتي الضحى، أو راتبة الظهر أو راتبة الفجر، أو السنة التي تكون بين الأذان والإقامة؛ لأن بين كل أذانين صلاة، وكذلك تحية المسجد يجوز إذا دخلتَ المسجد أن تصلي بنية الراتبة وتغني عن تحية المسجد.
أما إذا كانت العبادة مقصودة بذاتها فإنها لا تتداخل، ولهذا لو قال قائل: سأجعل راتبة الظهر الأولى -التي هي أربع ركعات- ركعتين وأنويها عن الأربع، نقول له: لا يصلح؛ لماذا؟ لأن السنة هنا مقصودة بذاتها، بمعنى أن تصلي ركعتين ثم ركعتين انتهى. وعليه؛ فإن من صلى هذه الصلوات بنية واحدة حصل له أصل الأجر لقوله صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات. متفق عليه، وكان ذلك أعظم في أجره من أن يصلي ركعتين بنية صلاة واحدة من هذه الصلوات، ومع هذا فإنه لو صلى كل صلاة منها بنية مستقلة كان ذلك أفضل وأكثر أجرا، جاء في حواشي الشهواني: لو توضأ فدخل المسجد فالأقرب أنه إن اقتصر على ركعتين نوى بهما أحد السببين أو هما اكتفي به في أصل السنة، والافضل أن يصلي أربعا، وينبغي أن يقدم تحية المسجد ولا تفوت بها سنة الوضوء انتهى، وقال الشيخ الفوزان حفظه الله: نعم يجوز للإنسان أن يصلي راتبة الظهر وتكفي عما ذكر معها من تحية المسجد وسنة الوضوء، وإن فعل كل واحدة على حدة فهو أفضل، وأكثر أجرًا. انتهى.
والله أعلم.