عنوان الفتوى : هل يجوز أن يرسم المعلم نجمة إسرائيل للتلاميذ الممتازين لتشجيعهم ؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

هل مباح أن يرسم بعض المعلمين نجمة للتلاميذ الممتازين لتشجيعهم مع العلم أن هذه النجمة موجودة في علم إسرائيل ؟

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

الحمد لله

لا يجوز أن يرسم المعلم لتلاميذه النجباء على سبيل التشجيع والتكريم نجمة إسرائيل السداسية، والتي يسمونها : نجمة داود ؛ لما في ذلك من التشبه بالكافرين الذين هم أشد الناس عداوة للذين آمنوا ، ولما فيه من إضعاف روح الولاء للمسلمين والبراء من الكافرين ؛ فإنه كلما ضعف البراء من أعدائه ، ضعف الولاء لإخوانه ، وقد يؤدى التشبه الظاهر بهم إلى نوع ولاء لا يرضى الله عنه ورسوله والمؤمنون .

وقد روى الترمذي (2695) من حديث عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَشَبَّهَ بِغَيْرِنَا ، لَا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ وَلَا بِالنَّصَارَى )

وصححه الألباني في "الصحيحة" (2194)

وروى أبو داود (4031) عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ ) وصححه الألباني في "الإرواء" (5/109)

قال شيخ الإسلام رحمه الله :

" نفس المخالفة لهم في الهدى الظاهر مصلحة ومنفعة لعباد الله المؤمنين ؛ لما في مخالفتهم من المجانبة والمباينة التي توجب المباعدة عن أعمال أهل الجحيم " انتهى .

"اقتضاء الصراط" (ص 56)

وقال أيضا :

" الْمُشَابَهَةَ فِي بَعْضِ الْهُدَى الظَّاهِرِ يُوجِبُ الْمُقَارَبَةَ وَنَوْعًا مِنْ الْمُنَاسَبَةِ يُفْضِي إلَى الْمُشَارَكَةِ فِي خَصَائِصِهِمْ الَّتِي انْفَرَدُوا بِهَا عَنْ الْمُسْلِمِينَ وَالْعَرَبِ ، وذَلِكَ يَجُرُّ إلَى فَسَادٍ عَرِيضٍ "

انتهى .

"الفتاوى الكبرى" (6/175)

وقال ابن القيم :

" نهى عن التشبه بأهل الكتاب في أحاديث كثيرة ، كقوله : ( إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم ) وقوله : ( إن اليهود لا يصلون في نعالهم فخالفوهم ) وروى الترمذي عنه ( ليس منا من تشبه بغيرنا ) وسر ذلك أن المشابهة في الهدى الظاهر ذريعة إلى الموافقة في القصد والعمل " انتهى باختصار .

"إعلام الموقعين" (3/140)

ونجمة داود عبارة عن شكل مُكوَّن من مثلثين كل منهما متساوي أضلاع ، ولهما مركز واحد ، وهذان المثلثان رأس أحدهما إلى أعلى ورأس الآخر إلى أسفل . ويشكِّل المثلثان المتداخلان نجمة سداسية ذات ستة رؤوس تلمسها جميعاً محيط دائرة افتراضية .

وأطرافها الستة ترمز إلى أيام الأسبوع الستة ، أما المركز فهو السبت المقدس عند اليهود .

وكانت النجمة السداسية شائعة في الأحجبة والتعاويذ السحرية عند القوم .

"موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية" (7/132-138)

ولا يكاد يسلم المسلم من المؤاخذة ، طالما يهيجه إلى أشباه هذه الأمور الجهل بحقيقة الحال واللامبالاة التي يتصف بها كثير منا .

أما إذا كانت هذه النجمة التي يرسمها المعلم ليست سداسية ، وإنما هي رسم لنجمة عادية فنرجو ألا يكون به بأس ، إن شاء الله ، وإن كان الأوفق بالمعلم المسلم تحفيز الطلبة بما يقربهم من الله ، وبما ينمّي ولاءهم لدينهم ولرسولهم ولكتابهم ولجماعتهم ، دون أن يخرج عن هذه الحدود ؛ فإن رسالة المعلم جليلة ، وشأنها عظيم ، والمعلم داخل في قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ )

متفق عليه .

فمن أحسن لرعيته ، واتقى الله فيها ، أحسن الله إليه في حاله ومآله .

راجع إجابة السؤال رقم : (4160)