عنوان الفتوى : زوجها ينفق على نفسه بسخاء ويبخل عليها وعلى أولادهما
أرجو منكم أن تعطوني رأيا في مشكلتي؛ لأني قررت أن أحتكم لرأيكم وأن أنفذه لأنه ليس هناك من أثق برأيه غيركم . أنا سيدة متزوجة من 10 سنوات، ولدي طفلان، غير سعيدة بحياتي مع زوجي، وباختصار إليكم بعض منغصات حياتي التي تجاوزت عنها لمده 10 سنوات لكي تستمر الحياة وأربي الطفلين بأقل الخسائر. يرفض أن ننام معا بغرفه واحدة بتاتا رغم أن علاقتنا الخاصة مستمرة، لكن ممنوع المبيت معه بنفس الغرفة، والسبب هو لعدم إزعاجه وهو نائم مما يسبب لي ألما وحرجا شديدين. يسافر للفسح للخارج بمفرده، ويزور العديد من البلاد بهدف السياحة ويصرف الألوف في سبيل ذلك، ويتركني بالأسابيع بمفردي بحجة، إذا أردت تتفسحي وتسافري ادفعي، وأنا إمكانياتي المادية أقل منه بكثير فلا أقدر على مسايرته والسفر معه مما يسبب لي ألما نفسيا شديدا لأني أشعر بالاحتقار. يصرف على نفسه مأكلا ومشربا بسخاء شديد (علما أنه يحضر لنفسه مأكولات ومشروبات وحلوى له فقط) ويقتر في مصروف البيت ويحاسبني عليه بشدة لدرجة أني أغلب الأحيان أستلف لأتمكن من أن أكمل الشهر. أنا أعمل موظفة ولكن راتبي بالكاد يكفيني؛ لأنني أتحمل مصروفاتي الخاصة فهو لا يتحمل أيا منها، وكذلك مصروفات الأولاد اليومية ويطالبني بالمزيد من المصروفات التي لا أقدر عليها، فلقد حفزني على شراء سيارة وإلى الآن أسدد مصروفاتها، مع العلم أن هذه السيارة نستعملها معا ومريحة للأولاد. أعيش مع أمه ببيت واحد وغير مرتاحة معها علي الإطلاق فهي شديدة التدخل بجميع أمور حياتي حتى البسيطة منها . يستيقظ من نومه الساعة 12 ظهرا أكون أنا بعملي وأطفالي بمدرستهم ويعود من العمل في الثانية فجرا مع العلم أنه يعمل هذا بإرادته فمواعيد عمله الرسمية من الساعة 9 صباحا إلي الساعة 5 عصرا وهو بحكم كونه مديرا للشركة ومعه المفاتيح يتصرف بكامل حريته في مواعيد عمله، وعليه فإنه لا يراني أنا والأولاد سوى أيام الجمع فقط نظرا لاختلاف مواعيدنا تماما بسببه. سيدي بعد تحملي لمدة 10 سنوات لهذه التصرفات والألم النفسي المصاحب لها قام بتمزيق ملابسي التي أرتديها واتهمني بالسرقة لماذا لأنني أخذت منه 38 جنيها لشراء طعام للأولاد، فهو يتركني بدون مصاريف وأضطر لأصرف من راتبي لكن هذه المرة أخذت المبلغ منه لأعرفه أن يترك لنا ما يلزمنا من مصروفات، فكانت النتيجة تمزيق ملابسي من على جسمي واتهامي بالسرقة. سيدي أنا إلى الآن لم اتخذ القرار النهائي، فأنا أميل إلى الانفصال لأني ضقت به، وليس عندي أمل أن يصلح من نفسه، فهو أناني يعيش لنفسه فقط، ولا يعلم شيئا عنا وفي الوقت نفسه أخشى علي مستقبل أولادي، وأن يتمزقوا بيننا، فهل أستمر وأنا متضررة، أم أنفصل وأترك أولادي للضياع بيننا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجواب السائلة في نقاط: النقطة الأولى: ما يقوم به زوجك من السفر للنزهة بمفرده فلا حرج عليه في ذلك طالما أنه لا يتغيب عنك زيادة عن ستة أشهر، وهي المدة التي حددها الشرع لفراق الرجل زوجته بغير إذنها دون سبب معتبر. وكذا نومه في غرفة غير التي تنامين بها لا حرج عليه فيه كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 108973، وإن كان هذا كله خلاف الأولى خصوصا إذا تأذت الزوجة من ذلك.
الثانية: ما يقوم به من تقتير على أولاده في النفقة بحيث يضطرك إلى الإنفاق عليهم وعلى البيت من مالك الخاص، وكذا تركه للإنفاق عليك جملة كل ذلك حرام لا يجوز. وقد سبق بيان هذا في الفتوى رقم: 113285، وأوضحنا هناك بالتفصيل ماهية النفقة الواجبة على الزوج.
وعليه فلا تلزمين أنت بالنفقة لا على نفسك ولا على أولادك، ولا يلزمك ما اشتريت لهم من سيارة ونحو ذلك. بل يجوز لك أن تأخذي من ماله ما يكفيك من النفقة ويكفي أولادك بالمعروف، ما دام مانعا للنفقة أو مقصرا فيها، وما فعله معك من الإهانة والاتهام بالسرقة بعد أن أخذت شيئا من ماله حرام وزيادة منه في الظلم والعدوان.
الثالثة: وهي إسكان أمه على حالة تتضررين من سكنها فيها معك غير جائز إلا برضاك، وسواء صدر منها أذى لك أم لم يصدر، وقد سبق أن بينا في عشرات الفتاوى السابقة أن الزوج يلزمه أن يسكن زوجته في مسكن مستقل بها، ولها أن تمتنع من السكن مع أحد من أقاربه حتى والديه كما بيناه في الفتوى رقم: 112772.
الرابعة: بخصوص طلب الطلاق منه فلا ننصحك بالتعجل في ذلك، بل الزمي الصبر مع محاولة إصلاحه ، فالحياة في غالب أحوالها مليئة بالمنغصات والمشكلات، ولا يكاد أحد يسلم من ذلك، ولا يخفى عليك ما في الطلاق من تشتت الأولاد وضياع مصالحهم في الأعم الأغلب.
أما إن يئست من إصلاحه وضاق صدرك منه ولم تطيقي صبرا على أذاه وإضراره بك فلا حرج عليك حينئذ في طلب الطلاق .
والله أعلم.