عنوان الفتوى : تاريخ اليهودية، وسبب تسمية اليهود بهذا الاسم
أرجو التكرم والإجابة على سؤالي التالي إذ إني بحثت عن الإجابة ولم أوفق بالرد المناسب ما هو تاريخ نزول الديانه اليهودية؟ ومن هم الأنبياء الذين نزلوا بها؟ ومتى اعتبرت ديانة رسمية؟ وكذلك الحال مع الديانة المسيحية؟ وجزاكم الله عنا كـل الجزاء.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن دين الله تعالى الذي ارتضاه للبشر هو دين الإسلام، بمعنى الاستسلام والانقياد لله والاتباع لرسله عليهم الصلاة والسلام والبراءة من الشرك.. وهذا هو الذي جاء به نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام، وكان عليه أتباعهم الصادقون، فقد أخبر الله تعالى عن سحرة فرعون أنهم قالوا بعد إيمانهم برسالة موسى: رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ {الأعراف:126}، وأخبر عن أصحاب عيسى أنهم قالوا: نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ {آل عمران:52}.
وقد غلب اسم اليهودية على دين الله تعالى أيام رسالة موسى عليه السلام، قبل أن يحرف اليهود التوراة، وسبب التسمية من كلمة أصحاب موسى: إنا هدنا إليك. كما روى ابن أبي حاتم عن ابن مسعود.. وقد ذكر الدكتور عبد الوهاب المسيري في كتابه (موسوعة اليهود واليهودية) أن موسى عليه السلام خرج من مصر عام 1275 قبل الميلاد، وهذا يدل على أنه عاش في القرن الثالث عشر قبل الميلاد.
وأما المسيحية فهي منسوبة إلى المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، ومن المعلوم أن عيسى عليه السلام عاش في القرن السادس قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم، وقد جاء عيسى عليه السلام مجددا في شريعة موسى؛ كما قال تعالى: وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ {آل عمران:49}، إلى قوله تعالى: إِنَّ اللّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ {آل عمران:51}.
والاسم الصحيح للديانة هو النصرانية. وأما المسيحية فهي اسم ابتدعه الكفار مبالغة منهم في الانتساب للمسيح، وسينزل المسيح فيكذب من غلوا فيه، ويكسر الصليب، ويقتل الخنزير.
ويجب الاعتقاد أن الديانتين نسختا برسالة النبي صلى الله عليه وسلم فوجب العمل بما جاء به مع الإيمان بجميع ما أنزل على الأنبياء السابقين، فقد قال الله تعالى: وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ {آل عمران:85}، وقال تعالى: قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ {البقرة:136}، وراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 8099، 18689، 8050، 8210، 17225، 58035 .
والله أعلم.