عنوان الفتوى : قراءة القرآن من الإنترنت
هل تجوز قراءة القرآن من الإنترنت بدون وضوء وهل يؤجر قارئه
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه تجوز قراءة القرآن من الإنترنت بدون وضوء، لأنه ليس فيه مس للمصحف.
والحدث الأصغر لا يمنع من قراءة القرآن لورود الأدلة العامة والخاصة في ذلك، فالدليل الخاص هو ما رواه الترمذي وابنا حبان وخزيمة وغيرهم عن عليِّ قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرئنا القرآن على كل حال، ما لم يكن جنباً" واللفظ للترمذي، ومن الأدلة العامة ما رواه مسلم عن عائشة قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه".
والقرآن ذكر كما دلت على ذلك آيات كثيرة، مثل قوله تعالى: (وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ) [الأنبياء:50].
أما هل يؤجر قارئه؟ فذلك أمر غيب لا يعلمه إلا الله.
ولكن على القارئ أن يحرص على تحقيق شرطي القبول للأعمال وهما: الإخلاص لله، والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فمتى ما حقق هذين الشرطين فعليه أن يحسن الظن بالله، فإنه لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
وينبغي للمسلم أن يصاحبه الخوف من قبول الأعمال لإخلاله فيها، أو لفساد في نيته، أو لأنه لم يحقق التقوى فيها، أو لغير ذلك من العلل التي قد تطرأ على العمل فتفسده، وهذا هو شأن الأخيار من عباد الله، يعملون ويخافون أن لا يتقبل الله منه، فيورثهم ذلك الخوف افتقاراً إلى الله، وذلاً بين يديه، مما يدق يكون أنفع لهم من العمل.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن إخفاء المسلم لذنوبه وعدم مجاهرته بها ليس رياءً ولا نفاقاً، بل هو أمر مطلوب، وقد حث عليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "كل أمتي معافى إلا المجاهرين" متفق عليه.
وهناك فرق بين من يخفي سيئاته حياءً من الله ومن الناس، وبين من يتزيا بغير زيه، فيظهر للناس أنه يعمل الصالحات ولم يعملها، فالأول: ممدوح، ولعل حياءه أن يقوده للتوبة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "الحياء خير كله" رواه مسلم.
والثاني: مذموم داخل تحت قوله صلى الله عليه وسلم: "المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور" رواه مسلم.