عنوان الفتوى : حكم تأخير المرأة للعشاء حتى تستمع إلى برنامج ديني
إذا كان هناك برنامج ديني في التلفاز وكان موعده مع صلاة العشاء، فهل يجوز لي أن أتاخر عن صلاة العشاء إلى أن ينتهي هذا البرنامج؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
ففعل الصلاة في أول وقتها ليس واجبا، بل الواجب فعلها في أي جزء من أجزاء الوقت لأنه واجب موسع، فمتى فعلت الصلاة في أي جزء من أجزائه برئت الذمة، وانظري الفتوى رقم: 16353.
وعلى هذا فلا حرج عليكِ في تأخير صلاة العشاء لأجل متابعة هذا البرنامج الديني ما دمتِ ستصلينها في وقتها، والذي يمتدُ إلى نصف الليل، وأما ما بعد نصف الليل إلى الفجر فهو وقت جواز عند بعض العلماء، ووقت ضرورة عند بعضهم، وانظري تفصيل القول في وقت صلاة العشاء في الفتوى رقم: 118179.
والمستحبُ في العشاء أن تُصلى في آخر وقت الاختيار، للأحاديث الكثيرة الدالة على ذلك، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم أن يؤخروا العشاء إلى ثلث الليل أو نصفه. أخرجه الترمذي من حديث أبي هريرة وقال حديث حسن صحيح، وصححه الألباني أيضا.
وهذا الحكم إنما يختص بالمنفرد أو الجماعة الذين لا يتضررون بالتأخير.
قال ابن قدامة في المغني: وإنما يستحب تأخيرها للمنفرد ولجماعة راضين بالتأخير.انتهى.
وهذا الذي ذكرناه من جواز تأخير العشاء في الوقت خاصٌ بمن لا تلزمه الجماعة، كالنساء والمعذورين في تركها من الرجال، وأما من تلزمهم الجماعة من الرجال فلا يجوز لهم ترك الجماعة إلا لعذر شرعي، وليس ما ذكر في السؤال عذراً يبيح للرجال التخلف عن الجماعة، وقد بينا حكم الجماعة وأنها واجبة على الأعيان في فتاوى كثيرة ومنها الفتويبن التاليين: 677، 1798.