عنوان الفتوى : علم التنمية البشرية في منظار الشرع
ما رأيكم في علم التنمية البشرية؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فننقل للسائل الكريم رأي خبيرة بهذه الأمور المستجدة ممن جمعت بين علم الشريعة والخبرة في هذه الأفكار المستجدة، وهي الدكتورة / فوز بنت عبد اللطيف كردي، أستاذة العقيدة والأديان والمذاهب المعاصرة بكلية التربية للبنات بجدة بالمملكة العربية السعودية، فقد سئلت عن هذا العلم، وإليك السؤال والجواب: السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سؤالي عن التنميـة البشريـة، ولجوء الكثير من الشباب إليها.. هل فيها محاذير؟
أقرأ أحياناً أن فيها تعزيز لثقـة الإنسـان بنفسـه، وهذا ما في النفس منه شيء. ولكن يُقال أن البعض يربطها بالكتاب والسنـة!
الجواب: دورات التنمية البشرية عنوان جذاب وجيد ومجمل يشمل ما هو نافع مفيد مع ما هو باطني خطير المنهج فاسد الطريقة، فكلمة (التنمية البشرية ) تدل على تطوير المهارات وتنمية جوانب الشخصية ونحو ذلك مما هو مطلب حضاري ملح كالدورات المتعلقة بالجوانب الإدارية ومنها: التخطيط للحياة ورسم الأهداف وإدارة الوقت ونحو ذلك. والدورات المتعلقة بالجوانب الاجتماعية ومنها: دورات تربية الأبناء وفنون العلاقات الأسرية.
والدورات المتعلقة بالمهارات كدورات فنون الحوار والاتصال والإلقاء. ومنها ما هو متعلق بالجوانب النفسية كتنمية الإيجابية والشجاعة الأدبية ونحو ذلك.
إلا أن غالب دورات التنمية البشرية في الآونة الأخيرة تلك الدورات التي تجمع شيئًا من المطلوب المذكور مع كثير من الفلسفة والمغالطات العلمية والفرضيات والنظريات العلمية الخاطئة مع الطرق الباطنية وربما الطقوس الوثنية كدورات البرمجة اللغوية العصبية بمختلف أسمائها وتلوناتها ( هندسة نفسية، استراتيجيات العقل )، وغيرها وكذلك دورات الطاقة البشرية وتشمل الريكي والشي كونغ والقراءة التصويرية وطاقة الألوان وغيرها كثير.
وجميع هذه الدورات تلبس رداء التنمية البشرية زيفًا وهي المقصودة بالتحذير في هذا الموقع فقد أفسدت في واقع شباب الأمة وكثير ممن ظاهرهم الخير فيها وأخذتهم بعيدًا عن منهج الحياة الصحيح.
وربما كان أصل تسميتها ( التنمية البشرية) دال على أصلها الذي انبثقت عنه من ( حركة القدرات البشرية الكامنة) التي خرجت في الغرب من أجل تعظيم الإنسان وتدريبه للاستغناء عن الإله وعن الحاجة لاستمداد العون منه .
فينبغي الحذر منها وتحذير الشباب لكون بريقها ومستوياتها الأولى مبهرجة غير ظاهرة المخاطر للأغرار ومن ثم تشكل طعماً خطيراً يجرفهم في متاهات فكرية ولوثات عقدية كثيرة.
أما قضية ربطها بالكتاب والسنة فهذه مسألة أخرى أشد خطرًا لكونها تغطي فلسفاتها الباطلة بستار من الأدلة يغطي الحقيقة ويريد الفتنة والتلبيس. أسأل الله العظيم أن يحمي شبابنا منها. اهـ
وهذا الجواب منشور في موقع الدكتورة فوز وفقها الله : الفكر العقدي الوافد ومنهجية التعامل معه، وهذا رابطه للفائدة:
http://www.alfowz.com/index.php?option=com_content&task=view&id=95&Itemid=2
وفي الموقع المذكور فوائد ومقالات أخرى حول ما يسمى بالتنمية البشرية وفروعها وأنواعها بالتفصيل، فلتراجعه لمزيد من الفائدة.
والله أعلم.