عنوان الفتوى : محنة وفاة أبي طالب وخديجة دروس وعبر

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

كيف استطاع النبي صلى الله عليه وسلم أن يجتاز الحزن الذى أصابة بوفاة عمة وزوجه فى عام واحد؟ وما الدروس التى نتعلمها من ذلك؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد وفق الله نبيه صلى الله عليه وسلم لاجتياز هذه المرحلة الحرجة بما أكرمه به من الإيمان العميق، والاتصال الوثيق به سبحانه، ودوام الاستعانة به واللجوء إليه، والتوكل عليه. مع الهمة العالية والعزيمة الماضية، والتعلق الدائم بفضل الله، والتطلع المستمر لفتحه ونصره. ولذلك لما اشتد إيذاء قريش للنبي صلى الله عليه وسلم في عام الحزن، وضاقت عليه مكة وصدت عن دعوته، لم ييأس النبي صل الله عليه وسلم، بل خرج صلى الله عليه وسلم إلى الطائف يلتمس من يقبل دعوته وينصرها، فلما أساءوا استقباله وآذوه وردوا عليه دعوته، بعث الله إليه ملك الجبال ليأمره بما شاء، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا. متفق عليه.

فأكرمه الله تعالى بتحقيق ما رجاه من إيمانهم آجلا، وبرحلة الإسراء والمعراج عاجلا، والتي كان من حكمتها تسليته صلى الله عليه وسلم، حيث كلمه الله كفاحا، وأراه إخوانه من الأنبياء الذين عانوا قبله في دعوة الناس ما عانوا. وأراه الجنة والنار فظهر له عيانا جزاء الله لمن آمن وأطاع، وعقوبته لمن كفر وعصى، وأكرمه بالصلاة التي هي عون للعبد على تحقيق جميع الطموحات، كما سبق التنبيه عليه في الفتويين: 80261 ، 25994.

وفي هذا من الفائدة: حسن عاقبة الصبر والثبات، وعدم تعليق القلب بالأسباب، وأن الحزن الذي لا يقطع العبد عن طريقه لا لوم فيه. وأن الله عز وجل يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر، وأن المرأة لها دورها الفعال في بناء هذه الأمة. وأن أفق المؤمن أوسع من حدود الأرض.

والله أعلم.