عنوان الفتوى : وسائل رد المال المسروق بدون فضح النفس
قمت بالسرقة من بعض الزميلات في العمل بسبب تعرضي للابتزاز، والآن لدي مبلغان متوفران من جملة المبالغ، أود أن أرجعهم للمعنيات، كيف أفعل ذلك بدون أن يعلم أحد عني، مع العلم بأني أعلم مكان عملهم، أخاف أن أموت ولهم علي حق وأعلم أن الله يغفر ما يكون بينه وبين العبد من معاصي، ولكن لا يغفر ما بين العبد وباقي عباده، واعلم أني ظلمتهم فأرجوكم أريد أن أنام براحة.... أنتظر الرد بالتفصيل حتى لو كان عن طريقكم سيتم التوصيل، فهل من الممكن أن تساعدوني بالفتوى وبطريقة إيصال المبالغ؟ وشكراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالسرقة من الكبائر التي تستوجب التوبة، وللتوبة شروط وهي:
1- الإقلاع عن المعصية.
2- الندم على فعلها.
3- العزم على عدم العود لمثلها...
وإن تعلقت بحق آدمي، فيزاد شرط رابع وهو: أن يخرج التائب من حقه إما بأدائه وإما باستحلاله منه بعد إعلامه به، لقوله عليه السلام فيما رواه البخاري عن أبي هريرة: من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها فإنه ليس ثم دينار ولا درهم من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه.
وإن كنت تخشين الفضيحة عند رد المال بطريقة مباشرة فعليك أن تحتالي بطريقة ما لإيصال المال إلى من يملكه، كأن ترسليه إليهن عن طريق رسالة بدون ذكر اسم وتخبريهن أن هذا المال مالهن، أو تدفعي إليهن المال في صورة هدية بأن تعطيهن المال نفسه لا قيمته، أو غير ذلك من الطرق التي يمكن بها رد المال إلى صاحبه بدون أن تفضحي نفسك.
أما نحن هنا فليس من عملنا إيصال مثل هذه الحقوق إلى أهلها، وإنما عملنا بيان الأحكام الشرعية فقط.
والله أعلم.