عنوان الفتوى : السجود في غير محله مبطل للصلاة
بارك الله فيكم على هذا الموقع الجميل وجعله الله في ميزان حسناتكم إن شاء الله ونفع بكم وجعلكم هادين ومهتدين بإذنه سبحانه وتعالى وأورثكم برحمته جنة النعيم مع رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام . وسؤالي هو أنني في كثير من الأوقات في أثناء الصلاة وأنا أقرأ القرآن وعند الوصول لآيات تتضمن نعيم أهل الجنة أو عذاب أهل النار أو تتحدث عن عظمة المولى سبحانه وتعالى أشعر برغبة شديدة جدا بالسجود لله وبين يديه ولكني لا أقوم بذلك لأحافظ على صحة الصلاة . فهل يجوز أن يسجد المصلي أثناء الصلاة بغير موضع السجود أو بغير سجود التلاوة. وهل هناك فرق في ذلك بين من يصلي نافلة لوحده أو من يصلي مأموما خلف إمام . أفيدونا بارك الله فيكم .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد علم النبي صلى الله عليه وسلم الأمة كيف يصلون بقوله وفعله، فلا يجوز لأحد أن يخل بهيئة الصلاة التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم لأمته، وليس الأمر في ذلك خاضعا للأهواء والرغبات بل المسلم ينضبط بالشرع ويجعل هواه ورغبته تبعا لما جاء به الدين الحنيف.
وقد اتفق العلماء على أن من تعمد زيادة ركوع أو سجود أو قيام في الصلاة فقد أبطلها لا فرق في ذلك بين الإمام والمأموم والمنفرد.
قال البهوتي في الروض: فمتى زاد فعلا من جنس الصلاة قياما في محل قعود أو قعودا في محل قيام ولو قل كجلسة الاستراحة وركوعا أو سجودا عمدا بطلت صلاته إجماعا، قاله في الشرح. انتهى.
وبهذا تعلم أن السجود في غير محله مبطل للصلاة بإجماع العلماء، ولا يجوز السجود في الصلاة في غير موضعه إلا إذا قرأ آية سجدة فإنه يسجد إن كان إماما أو منفردا ولا يسجد المأموم إلا إذا سجد إمامه كما دلت على ذلك الأحاديث الكثيرة المشهورة، ولا فرق فيما ذكرنا بين النافلة والفريضة.
والله أعلم.