عنوان الفتوى : حكم سوء الظن القلبي تجاه شخص ما
هل يعتبر الظن في قلب الشخص ظلما لغيره إن لم يتحدث به؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن ظن السوء بالمسلم ظلم له واعتداء على حرمته، ويعتبر من الحرام الذي حذر الله عز وجل منه في محكم كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، حيث قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ {الحجرات:12}، وقال صلى الله عليه وسلم: إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث.. متفق عليه.
وقال بعض العلماء: سوء الظن حرام مثل سوء القول، فكما يحرم عليك أن تحدث غيرك بلسانك بمساوئ الغير فليس لك أن تحدث نفسك وتسيء الظن بأخيك. وأما مجرد الخواطر التي ربما تخطر على القلب دون الحكم بها أو مجرد الشك دون ميل القلب إليه والحكم على الشخص به فمعفو عنه. وقد سبق تفصيل ذلك وأقوال أهل العلم في ذلك بالفتوى رقم: 54310، والفتوى رقم: 111326.
والله أعلم.