عنوان الفتوى : هل يلزم عند ضرب المثل قول ولله المثل الأعلى
هل يجب أن نقول عندما نذكر أحد الأمثلة للتمثيل لشيء ما أن نقول بعدها أو قبلها: "ولله المثل الأعلى"، وما معنى هذه العبارة... أنا أعرف أنها آية في القرآن الكريم, و لكن ما معناها.. هل حرف اللام في لفظ "لله" هو للملكية كقولنا "لله ملك السماوات والأرض", وما هو المثل الأعلى، وهل من الخطأ أن نضرب الأمثال دون ذكر هذه العبارة، لأن كثيرا من الشيوخ تقريبا لا يفارق ذلك، فأرجو شرح المسألة لي شرحا مفصلاً؟ وجزاكم الله عني كل خير.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجب على المسلم إذا ضرب مثلاً لشيء أن يقول عند ذلك: ولله المثل الأعلى، ولكنه إذا قارن مثلاً لمخلوق بمثل لله تعالى، فينبغي أن يقول ذلك تعظيماً لله تعالى وتنزيهاً له عن صفات المخلوقين، كما في قول الله تعالى في شأن الكفار الذين ينسبون لله تعالى ما يكرهون من البنات وهم لا يحبونهم ولا يرضونهم لأنفسهم: وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ * لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَىَ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {النحل:58-59-60}.
أي للذين لا يؤمنون بالآخرة ولا يعملون لها، الصفة القبيحة من العجز والحاجة والجهل والكفر، ولله الصفات العليا من الكمال والاستغناء عن خلقه، وهو العزيز في ملكه الحكيم في تدبيره.. وكما جاء في فتح الباري عن أثر ابن عباس: الركن - يعني الحجر - يمين الله في الأرض. أن كل ملك إذا قدم عليه الوافد صافحه وقبل يمينه فلما كان الحاج أول ما يقدم يسن له تقبيله نزل منزلة يمين الملك، ولله المثل الأعلى، وقال أهل التفسير: المثل الأعلى معناه الصفة العليا وهي لا إله إلا الله، وضرب المثل هو تشبيه شيء بشيء أو حال بحال، والمثل الأعلى هو الوصف الأعلى الذي لا يتصل به تكييف ولا يتماثل مع شيء واللام في (ولله المثل الأعلى) للاستحقاق.. وأما في "لله ملك السموات والأرض" فهي للملك.
والله أعلم.