عنوان الفتوى : الأعمال الصالحة المتعدي نفعها للغير يستمر ثوابها بعد الموت
توفي لي أخ رحمه الله في سنة 1999 كان عمره حينها يناهز 14 .. كان أخا حنونا كالنسمة .. اسمه بدر وهو بالفعل كان بدرا ينير بيتنا ..رغم صغر سنه ورغم أني كنت أكبره بسنوات إلا أنه كان يعلمني أمور ديني بل وأستشيره في أمور الدنيا لأني جربت رأيه وكان في الغالب يصيب ..فعندما كان يرجع من المسجد كان يعلمني أمور ديني كطريقة التشهد والدعاء بعد الصلاة.. بل وكان يدعو أصدقاءه وأبناء العائلة الذين في عمره إلى الخير ..بل وحتى الكبار .. أنا الآن لا زلت أتخذه قدوتي طبعا بعد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، خاصة في مسألة بر الوالدين ..فهو رحمة الله عليه كان يبرهما و يحرص على عدم أذيتهما أو تكليفهما ما لا يطيقان من الناحية المادية .. بل كان يقبل بما يختار أنه له من ملا بس بصدر رحب رغم حبه لأخرى إنه أخي رحمة الله عليه مهما قلت وقلت لن أنتهي .. و إني وددت الإسهاب في وصفه من أجل طرح الأسئلة التالية ..هل ما علمه لي أخي ولغيره من علم يعتبر من العلم المنتفع به؟ .. وهل كلما قرأت مثلا دعاء علمنيه أخي أخذ هو الثواب أيضا ؟ وهل كل معاملة حسنة تعاملت بها مع أبوي أردت من خلالها الاقتداء به له بها أجر؟ أفيدوني بارك الله فيكم وجزاكم خيرا وجعلكم من الفاعلين للخير و الدالين عليه.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى الرحمة لأخيك وأن يجبرمصابكم بفقده وأن يسكنه فسيح جناته.
والذي يظهر مما كتبت أنه كان ولدا صالحا متصفا بكثير من الصفات الطيبة .
والميت ينتفع بعد موته بعلم نافع علَّمه لغيره فلا ينقطع الثواب بالموت لأن هذه من المسائل الثلاث التي تبقى من عمل الميت بعد موته؛ كما ثبت في الحديث الصحيح.
وعليه؛ فما علَّمه الولد المذكور وبثه من أدعية أو حث على برور الوالدين أو غير ذلك من العلوم النافعة يجد ثوابه بعد موته، وراجعي الفتوى رقم: 32151.
والله أعلم.