عنوان الفتوى : الإيمان بالغيب كما ورد في الأحاديث النبوية
أحاديث نبوية دالة على وجوب الإيمان بالغيب؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالإيمان بالغيب يدخل فيه جميع أركان الإيمان، لأن الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره.. هذا كله إيمان بالغيب كما قال شارح الطحاوية، ومن الأحاديث في ذلك ما رواه الإمام البخاري عن أبي هريرة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم بارزاً يوماً للناس فأتاه جبريل فقال: ما الإيمان؟ قال: أن تؤمن بالله وملائكته وبلقائه ورسله وتؤمن بالبعث.
وروى أحمد عن ابن عباس قال: جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلساً له فأتاه جبريل عليه السلام فجلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم واضعاً كفيه على ركبتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله حدثني ما الإسلام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الإسلام أن تسلم وجهك لله وتشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، قال: فإذا فعلت ذلك فأنا مسلم، قال: إذا فعلت ذلك فقد أسلمت، قال: يا رسول الله فحدثني ما الإيمان، قال: الإيمان أن تؤمن بالله واليوم الآخر وملائكته والكتاب والنبيين وتؤمن بالموت وبالحياة بعد الموت وتؤمن بالجنة والنار والحساب والميزان وتؤمن بالقدر كله خيره وشره، قال: فإذا فعلت ذلك فقد آمنت، قال: إذا فعلت ذلك فقد آمنت، قال: يا رسول الله حدثني ما الإحسان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الإحسان أن تعمل لله كأنك تراه فإنك إن لم تره فإنه يراك، قال: يا رسول الله فحدثني متى الساعة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سبحان الله في خمس من الغيب لا يعلمهن إلا هو إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير. ولكن إن شئت حدثتك بمعالم لها دون ذلك، قال: أجل يا رسول الله فحدثني، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا رأيت الأمة ولدت ربتها أو ربها ورأيت أصحاب الشاء تطاولوا بالبنيان ورأيت الحفاة الجياع العالة كانوا رؤوس الناس فذلك من معالم الساعة وأشراطها، قال: يا رسول الله ومن أصحاب الشاء والحفاة الجياع العالة؟ قال: العرب. قال شعيب الأرناؤوط: حسن لغيره.. وحسن إسناده الحافظ في الفتح وقال في تغليق التعليق: حديث حسن.
وعن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربع: يشهد أن لا إله إلا الله وأني محمد رسول الله بعثني بالحق ويؤمن بالموت وبالبعث بعد الموت ويؤمن بالقدر. رواه الترمذي وقال الشيخ الألباني: صحيح.
وروى الحاكم عن عبد الرحمن بن يزيد قال: ذكروا عند عبد الله أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وإيمانهم، قال: فقال عبد الله إن أمر محمد كان بينا لمن رآه، والذي لا إله غيره ما آمن مؤمن أفضل من إيمان بغيب ثم قرأ: ألم* ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ. إلى قوله تعالى: الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ. والحديث صححه الحاكم ووافقه الذهبي.
والله أعلم.