عنوان الفتوى : أمور تعين على ترك المعاصي
أريد أن أعيش عيشة فيها قلب حي يحس بطعم الحياة مللت وزهقت وتمنيت الموت كثيرا-مع علمي بحرمة ذلك ولكن...- السبب حياتي بصورتين كنت في الماضي غلاما يحب المسجد وحياته في المسجد مع القرآن والقيام والحفظ. المعاصي كانت قليلة الفعل عندي لقوة قلبي وإحساسي بالخوف من الله حتى أصابني فعل العادة السرية ومتابعة الأفلام الإباحية مع علمي بحرمتها حتى أصبحت عندي مثل شربة الماء أصلي الصلاة وبعدها أفعل المعصية لا فرق بين أن أصلي وأفعل المعصية وكنت تأتيني نوبات الرجوع إلى الله ولكنها لا تدوم طويلا أتابع التلفاز وأرى النساء وأفعل، الآن أنا متزوج ولكني ما زلت أفعل ذلك ولكن بشكل قليل ولكني أريد الخلاص حياتي ملل الناس تنظر لي جيراني واهلي واحبابي أني الشيخ فلان صاحب الصوت الجميل والقراءة العذبة المتقنة ولا يعرفون من سوء حالي شيئا لا أستطيع قيام الليل ولا قراءة القرآن ولا الذكر أحس بإحساس غريب عندما أذكر الله كأن قلبي يعتصر من شيء ما فلا أرتاح حتى أترك الذكر هكذا أحس قد يكون شعورا كاذبا لا أدري ومع ذلك تمر علي أوقات أتذكر فيها الأيام الحلوة بذكر الله ولكن لا تدوم طويلا. والله مللت أقسم بالله أن الموت عندي أفضل من الحياة لأني لن أتغير. أرجو حل مشكلتي بارك الله فيكم؟ للعلم عمري بحدود 30 سنة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإننا ندعو الله لك بكل صدق وإخلاص أن يعمر قلبك بالإيمان، وأن يرزقك توبة صادقة تتوب بها إلى ربك الرحمن. ونبشرك بأنك ما دمت صاحب قلب حي يحس بألم المعصية ويستشعر خطرها فأنت على خير، وننصحك ببعض الأمور:
أولا: كثرة الدعاء، فإذا أعانك الله تعالى سهل عليك ترك هذه المعاصي.
ثانيا: صدق العزيمة، فإذا صدقت الله تعالى صدقك.
ثالثا: حسن الظن بالله تعالى وعدم اليأس من التوفيق إلى التوبة.
رابعا: أن تتذكر خطر وشؤم المعصية، وأنها قد تؤدي إلى كثير من العواقب السيئة في دين المرء ودنياه.
خامسا: أن تستحضر اطلاع الله تعالى عليك، وكتابة كل صغيرة وكبيرة عملتها ، وأن تتذكرالموت والوقوف بين يدي الله تعالى للحساب.
سادسا: مصاحبة أهل الخير، وشغل وقتك بما ينفعك في دينك ودنياك.
سابعا: أن تشكر الله تعالى على ما أنعم به عليك من نعمة الستر، وأن تخشى أن يسخط الله عليك فيفضحك بين خلقه في الدنيا قبل الآخرة.
وليس هنالك ما يدعوك إلى تمني الموت، بل ولا يجوز لك أن تفعل ذلك، وكيف تفعل ما تعلم حرمته، فالمصيبة حينئذ أعظم، وقد صدق من قال :
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
وأما شعورك بهذا الإحساس الغريب عند الذكر فقد يكون مدخلا من الشيطان ليصدك عن ذكر الله، فلا شك أنه يغيظه أن يراك على هذا الخير، فلا ينبغي أن تستجيب له، بل عليك الاستمرار في الذكر.
والله أعلم.