عنوان الفتوى : هل يؤاخذ العبد بما يدور في خواطره
أنا ومن غير قصد تنتابني أفكار لست راضية عنها كما أنني أعاني من إفرازات وأنا أتمنى الموت لذلك لا أدري ما حكم صيامي؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن رحمةِ الله عز وجل بعباده أنه لم يؤاخذهم بما يدورُ في أنفسهم من خواطر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى اله عليه وسلم قال: إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست، أو حدثت به أنفسها، ما لم تعمل به أو تكلم. رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري.
فهوني على نفسك أيتها الأخت الفاضلة، واعلمي أنكِ لا تُحاسبين على هذه الأفكار التي ليست باختيارك ولا أثرَ لهذه الأفكار ولا للإفرازات إن كانت ناتجة عنها، لا أثر لذك كله على صحة الصوم بإجماعِ العلماء ، فإن الله تعالى يقول: لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا {البقرة 286}.
وليسَ معنى هذا الاستسلامُ لتلكَ الأفكار والانسياقُ وراء تلكَ الخواطر، بل الذي ينبغي هو محاربتها وإبدالها بالخواطر النافعة للعبدِ في دينه ودنياه، ومراقبة الخواطر من عبودية الخواص .
وأما عن تمنيكِ الموت فهذا أمرٌ منهيٌ عنه، فعن أنسٍ رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به، فإن كان لا بد متمنيا للموت فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي. رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري.
وأما الإفرازات التي تجدينها فما يجبُ عليكِ معها قد فصلنا القول فيه في الفتوى رقم: 110928.
والله أعلم.