عنوان الفتوى : يستعمل بخاخ الربو طوال العام فهل يلزمه الصيام
أنا عندي مرض الربو وبشكل مزمن ووراثي وهو يلازمني منذ الطفولة, والأطباء يقولون: إنه صعب الشفاء منه إلا بإذن الله وهو الشافي، ولذلك أستعمل البخاخ بشكل كثير في اليوم الواحد ما بين 7 إلي 10 مرات في اليوم الواحد, وهناك نوعان آخران أستعملهما مرتين كل يوم صباحا ومساء, وبالإضافة إلي أدوية أخرى هي حب دواء, وبالنسبة للبخاخ ونظراً لطبيعة الأزمة القوية عندي فإنه يتوجب علي أخذه حتى وأنا صائم وبما أن رمضان قد هل علينا فإن سؤالي هو: ما حكم هذا البخاخ في رمضان؟ وخاصة أنني شرحت لكم حالتي... أنا قد راجعت بعض الفتاوى لكم على الشبكة الإسلامية وأنتم أجزتم الإفطار وأنه يفسد الصيام، ولكني وجدت بعض الفتاوى الأخرى تجيز الصيام فوقعت في حيرة من أمري فهل صيامي صحيح أم أنه غير صحيح؟ ولهذا كتبت لكم هذه المرة لكي أقطع الشك نهائيا وسوف آخذ به وعلى الله التوكل، وخاصة أن أختي أيضا مريضة بنفس المرض وأن أبي أيضا كان مريضا به وتوفي في شهر رمضان عندما جاءته الأزمة في الليل بشكل حاد؛ لأن أبي كان يصوم ويرفض الإفطار, وأنا كذلك فمنذ صغري كنت أصوم رمضان وحتى العام الماضي صمت رمضان ولكن مع استعمال البخاخ بشكل مستمر وكثير، وفي حال كما قرأت في الفتوى السابقة عندكم أن البخاخ يفسد الصيام فأنا لا أستطيع قضاء ما فاتني من الصوم, وأنا الآن مقيم في ألمانيا ولا أعرف مساكين أطعمهم بدلاً من القضاء, فهل أرسل المبلغ إلى أهلي في فلسطين ليطعموا بدلاً مني، فأعذروني لأني أطلت عليكم بالكتابة ولكن لأهمية الأمر بالنسبة لي ونظراً للشك الذي وقعت فيه؟ وجزاكم الله كل خير.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى الكريم رب العرش العظيم أن يمن عليك بالشفاء العاجل مما تعانيه وتشكوه، والظاهر مما كتبت أن حالة الربو التي تعاني منها مزمنة وقوية حيث ذكرت حاجتك لاستعمال البخاخ أكثر من مرة في اليوم الواحد إضافة إلى استعمال بعض الأدوية الأخرى، وكما قرأت في هذا الموقع فإن المفتى به عندنا أن البخاخ المذكور مفسد للصيام لاشتماله على مواد متحللة تصل إلى الحلق ثم إلى الجوف، ومن المعروف فساد الصيام بمتحلل واصل إلى الجوف، كما تقدم بيان ذلك في الفتوى رقم: 6287.
وبناء على ما ترجح لدينا في المسألة فإذا كنت لا تستطيع الصيام بدون استعمال البخاخ فإنك تعتبر عاجزاً عن الصيام عجزاً مستمراً، وبالتالي فتلزمك فدية عن كل يوم من أيام رمضان، ومقدار هذه الفدية عن اليوم الواحد 750 جراماً من الأرز، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 28409.
ولك أن ترسل قيمة الفدية لمن يشتريها ويدفعها لمصارفها في بلدك فهذا مجزئ عنك، وراجع ذلك في الفتوى رقم: 98470.
والله أعلم.