عنوان الفتوى : الحب والبغض المطلق للكافر
أنا تزوجت منذ 19 سنة من إنسان صوام قوام حافظ 22 جزء من كتاب الله وكان هذا مهري أنجبت منه ولدان وبنت كنا نعيش بفضل الله مستقرين إلى أن حدث وأن فتن زوجى بمشاهدة المواقع الإباحية وفتن جداً بالنساء فحلق لحيتة وبدأ يتكاسل فى الصلاة حتى أنه أصبح لا يغار علي ويطلب مني كشف وجهي وأشياء أخرى كثيرة وتزوج علي مرات عديدة منها عرفي ورسمي وهجرني وأصبح لا يسأل علينا إلا أنه للحق يرسل مصاريف أولاده وطبعا هي جزء بسيط جداً بالنسبة لدخله وما يصرفه على النساء، وحاولت معه بشتى الطرق لكي يعود لدينه، لكنه رفض تماما وقال لي إنه لن يعود لسابق عهده فهو مرتاح جداً هكذا، فبماذا تنصحوني هل أبقى على ذمته لكي لا يتأثر أولادي نفسياً أم أنفصل، مع العلم بأني لن أتزوج من أجل أولادي وأنا عمري 40 سنة وأحيانا كثيرة جداًُ أكون في احتياج لزوجي ولكن كلما تذكرت بعده عن الله أبغضه لله، أنا في حيرة هل أيضا اشتياقي له مع أنني أعلم أنه يغضب الله فهل علي ذنب، فأرجوكم انصحوني ولا تهملوا سؤالي؟ وجزاكم الله كل خير.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا ننصحك بالطلاق ما رجوت استقامته وصلاح حاله، ولا تيأسي من ذلك، ويمكنك أن تسلطي عليه بعض طلبة العلم والدعاة إلى الله عز وجل لوعظه ونصحه وليكونوا له صحبة صالحة تعينه على الطاعة، وتبعده عن المعصية وتنشله من الانتكاسة التي وقع فيها، فإن استمر على حاله من التهاون بالصلاة ومشاهدة الأمور المحرمة وغيرها، ولم يجد نصحه ووعظه فلا خير لك في البقاء معه لئلا يؤثر عليك وعلى سلوك أبنائك، وأما اشتياقك له أحياناً فلا تؤاخذين عليه، وذلك لا ينافي كرهه لمعصته، وحنينك إلى زوجك إنما هو إليه كإنسان وكزوج، كما أن الحب والبغض المطلق إنما هو للكافر، وأما المؤمن فيحب على ما فيه من الإيمان، ويكره على ما فيه من الفسوق والعصيان، وللمزيد من الفائدة انظري الفتوى رقم: 24845، والفتوى رقم: 104272.
والله أعلم.