عنوان الفتوى : هل يبطل الصوم بالنظر إلى المشاهد الجنسية في نهار رمضان
أشاهد المشاهد الجنسية المثيرة، وفي لحظة راودني شك في أني كنت أفعل ذلك في رمضان، لكن شعورا داخليا يخبرني أني لم أفعل، وفعليا أنا لم أذكر أني فعلت ولا أذكر شيئا، مع العلم أني كثيرة الشك. ولا أدري إن كنت فعلت، هل علي قضاء رمضان؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلتعلم الأخت السائلة أن مشاهدة هذه المشاهد حرام لأنه من انتهاك حرمة الله تعالى، وقد أمرنا الله بغض البصر عن الحرام، قال تعالى : قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ {النور: 30’31}.
وعليك التوبة إلى الله من ذلك الأمر بأن تندمي على ما فعلت وتعزمي على ألا تعودي وتقلعي عن هذا الذنب فوراً. وتراجع الفتوى رقم : 3605.
فعليك أن تستعيني بالله على ترك هذه المعصية وأن تتخذي كل السبل المعينة على ذلك.
وأما الإجابة عن سؤالك فلا قضاء بمجرد مشاهدة هذه المشاهد المحرمة في رمضان لأن مجرد المشاهدة لا تفسد الصيام كباقي المعاصي مع الإثم، ولكن يفسد الصوم في حالة إنزال المني بسبب تكرير النظر وهذا مذهب مالك وأحمد ورجحه ابن قدامة في المغني، هذا إن تيقنت نزول المني، أما إذا شككت في نزوله فإن الصيام لا يبطل بذلك إذ من القواعد المقررة عند أهل العلم ودلت عليها نصوص كثيرة أن اليقين لا يزول بالشك، وأما إن حصل خروج مذي فالصحيح أنه ليس فيه قضاء وهو مذهب أبي حنيفة والشافعي وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية كما في الاختيارات.
والله أعلم.