عنوان الفتوى : الحكايات الخيالية لمعالجة قضايا متنوعة

مدة قراءة السؤال : 6 دقائق

منذ فتره سألت هيئتكم الكريمة سؤالا عن كتابة القصص الخيالية بعنوان: القصص الخيالية والاستعانة في مضمونها بعلم السيميا، والفتوى برقم 108286 فرددتم علي وفهمت ردكم والحمد الله ... ولكن كان هناك بعض الأشياء طلبتم تبيينها مثل موضوع قصدي من تحكم العناصر, وفي الواقع لم أقصد تحكم العناصر في الأشياء بل قصدت تحكم إبطال في العناصر ... وليس قصدي هنا أنهم يجرون الأنهار ويفجرون المياه أو ينشئون الجبال فحاشا الله أن أكتب عن هذا ... إنما قصدت رجلا يكون كرة من النار ويطلقها على عدوه أو يرفع صخرة عظيمة بسهولة بالغة أو يقيم حائطا من المياه مثلا أو يسبب رياحا قوية بتحريك يده بسرعة بالغة ... مثل تماما الطيران والقوة الخارقة وهذه الأشياء كلها من الخيال ...... وفي قصصي عامة هناك سمة واحده دائما موجودة وهي أن أي شيء أو كائن خرافي يموت مثل العنقاء والتنين وأشياء من هذا القبيل .... وأن الأبطال الخارقين يموتون أيضا ولا يوجد عندي أبدا احد يتحكم في الكون أو خالق لهذه الأشياء إلا الله ولكني أخشى ذكر اسمه في قصتي لأني هكذا أكون أقول على الله مالا أعلم أو أكذب على الله وهذا من أسباب سؤالي ....... ولكن آسف للتطويل على حضراتكم ولكن علي أن أخبركم بالسبب لكتابتي هذه القصص والهدف منها : 1-في البداية كان كل غرضي التسلية فلا يخفى عنكم أني أحب السيوف والدروع وأساليب القتال حبا شديدا ورسمها واختراع أسلحة ودروع جديدة وخيالية ومعارك ولهذا كانت كل قصتي مجرد قتال ( هذا مع العلم أني تقريبا خبير في هذا القسم وأعد كتابا عن تاريخ القتال في الإسلام ) ولكن لما رأيت الهجوم الشديد على المسلمين واضطهادهم لضعفهم هذه الأيام وهذا من صدق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قررت أن اكتب قصة أحاول فيها نصر الإسلام والمسلمين على أعدائهم وأواجه التخريف العظيم في تاريخ هؤلاء الذين يشتموننا تقريبا في كل قصصهم ويظهروننا كإهابيين أو جهلة سفهة ... حتى في قصصهم الخيالية دائما ما تجد أمثالا عن العرب مشوهه وسلبية وغالبا ما تحتوي قصصهم على كفر ومنهاضة للإسلام ...... ولذا فعلي تبيين قصتي لكم وبإذن الله تفهمون قصدي وتفتونني بخير ......... فكانت قصتي رمزية تحكي عن أناس مثل المسلمين تقريبا أقوياء وكرماء ولكن لهم أعداء كثيرون وسميتهم الحماة ... حماة العنقاء ... واخترت العنقاء خاصة لأني لاحظت أنها مثلنا أو مثل حضارتنا فلما ماتت العنقاء خرج من رمادها عنقاء أخرى ولذا كلما ظن عدونا أنه قضى علينا وأذهب ريحنا خرجنا أقوى وأفضل ....... وتحدث لهم أمور كثيرة ويقاتلون ناسا كثيرين يمثلون تقريبا أعداءنا الحقيقيين مثل من يهاجرون إلى بلاد آخرين فيتخذونها غصبا ويقولون لأهلها انتم أخرجتمونا منها أو كأناس يمارسون السحر والشعوذة ويخدعون الناس ولكن إذا واجهوا أبطالنا وجدوا أنه لا تأثير لسحرهم ... أو قوم يعذبون كل من يخالفهم ويحرقونه وأظن أنكم تفهمون تشبيهاتي .... وأيضا أردت أن أري الغربيين أن الحياة تنتهي بانتهاء الأجل وليس بطول الدهر .... فكم من شرير حاول أن يعيش إلى الأبد وفشل وهزم وكم من بطل مات صغيرا دون معركة أو جرح عظيم ....... كل هذا واجتنبت أن أدخل في اختراع أديان واعتقادات خوفا من هذا الأمر ولكني غالبا ألمح أن الأبطال الخيرين متوكلون على الله ........ وأيضا تحكم بعض الأمم في الأخرى والحرص على ضعفها للسيطرة عليها .......... وأيضا أظهرت بعض الكم مثل قوم كان كل حياتهم هوان حكيم قال لهم سيظهر فيكم بطل يحرركم فظلوا ينتظرون أجيالا في الظلم حتى قام شاب وقال إلى متى تنتظر هذا البطل علينا أن نتصرف من أنفسنا ولهذا اجتمعوا وقاموا وحطموا أعداءهم وتبين في النهاية أن هذا الشاب هو البطل ولكن هذه القصة فيها حكمة أن لا نتوكل أو ننتظر من يأتي ليخلصنا وأنه علينا أن نخلص أنفسنا مثل الآن وما يحدث في واقعنا العربي ........ أما السبب في أني لم أتخذ التاريخ الإسلامي مباشرة وأتحدث عنه هو خوفي من أن أكذب في الحقيقة في شيء فالأفضل أن تكون القصة كلها غير واقعية ..... آسف جدا للتطويل عليكم ... كان هذا كل قصدي من القصص أرجو أن أكون أوضحت نفسي أمامكم وفقكم الله لإفتائي بالحق ووفقني لاتباع هذا الحق إن شاء الله ...... شكرا لكم على جهدكم بارك الله فيكم ورزقكم عنا خيرا عظيما ....

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذه الحكايات الخيالية كلها على سبيل الافتراض، فإن خلت عن الأخلاق السيئة وكانت هذه الافتراضات تعالج قضايا اجتماعية ونحوها كما ذكرت فلا نرى مانعا من ذلك، ولا يزال الأدباء يصنعون ذلك كالحريري في مقاماته يفترض شخصية وهمية يعالج بها قضية معينة، ولقيت قبولا بين الكافة علماء وغيرهم.

وقد كان الشعراء بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم يفتتحون شعرهم بمقدمات خيالية كقصيدة بانت سعاد، ولم ينكر ذلك لا الرسول صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة، مع أن هذه المقدمات تحكي أمورا افتراضية عن الفراق والهجر والبين، وقد لا تكون هذه حصلت للشاعر أصلا.

وقد كثرت التشبيهات والاستعارات الخيالية في الشعر من لدن الصحابة وما بعدهم ولم ينكر ذلك.

وقد قال صلى الله عليه وسلم: حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج. ومعلوم أنه فيما لا يخالف الشريعة، ومعلوم كذلك ما في حكاياتهم وأساطيرهم من خيالات وأمور عجيبة، وقد ألف ابن المقفع كتابه كليلة ودمنة على لسان الحيوان كافتراض، ولقي قبولا واسعا من العلماء وغيرهم.

وعليه؛ فلا مانع من عملك هذا إن كان كما ذكرته يخدم القضايا الهامة ويعالج سيئ الأخلاق ويدعو إلى اجتنابها.

والله أعلم.