عنوان الفتوى : حكم طلب الخلع في مثل هذه الحالة
أنا فتاة ذات خلق ودين من أسرة محافظة منذ سنة تقريبا تقدم لي شاب صاحب دين وخلق في اللقاء الشرعي لم أتقبل شكله (دميم الشكل قصير وأسمر) ولكني بعد الاستخارة كنت مترددة ووالدتي وإخواني لم يكونوا موافقين بسبب نسب والدته غير العربي ولكن بحكم عمري 25 وأني لست ذات جمال أقنعت نفسي وأهلي بعد حيرة دامت قرابة الشهر بضغوطات من بنت عم الخاطب صديقتي التي كانت تمدح في هذا الشاب كثيرا وتم عقد الزواج وكانت هناك مكالمات هاتفية بيننا ولقاء مرة وبعد هذا اللقاء كرهت هذا الإنسان ولم أحب شخصيته وكنت لا أطيق مكالماته فكنت خائفة إذا استمر الزواج أن لا أعطيه حقوق الشرعية وكنت مستمرة في صلاة الاستخارة وبعد ذلك طلبت الخلع وقال لي إنه يحبني ولكني كنت مقتنعة بقراراتي وتم الخلع. أنا الآن أحس بتأنيب الضمير ( ولكني لست نادمة على قراراي) هل أنا آثمة وإذا انحرف هذا الشاب هل أنا مذنبة ؟ إلى الآن لم يتقدم لي أي شاب وجميع الأهل على علم بقصتي أنا خائفة من العنوسة ؟؟ أنا خائفة أن يتقدم لي أحد ويحدث الذي حدث مرة أخرى، هل الذي حصل هو من القضاء والقدر أم حدث باختياري ؟ الذي حصل أثر على إيماني خاصة بالقضاء ة القدر، فبماذا تنصحوني هل أنا آثمة لأني استخرت رب العلمين ثم أقدمت على الأمر ثم تراجعت عنة ؟ فبماذا تنصحوني لنسيان هذا الحدث؟ مع العلم أني موظفة وأحضر دروس حفظ القرآن في المسجد وبماذا تنصحوني إذا تقدم شاب لخطبتي كيف أختار الزوج المناسب لي؟ وكيف أحسم قراري هل من الممكن أن الذي حدث هو خوف وتردد مني ؟ قرار الزواج قرار صعب جدا خاصة وأننا في مجتمع محافظ ليس هناك فرصة للتعارف في فترة الخطبة ؟؟ أريد النصيحة. جزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فطلب الخلع في مثل حالتك جائز، ولا يلزمك البقاء على الأمر الذي استخرت فيه إذا رأيت غيره خيرا منه، وليس عليك إثم في ذلك، ولا في انحراف الشاب لا قدر الله ذلك.
وحيث إن هذه التجربة قد سببت لك عقدة من موضوع الزواج، وأثرت على نفسيتك، فننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات في الشبكة لاستشارتهم في الجانب النفسي من الموضوع، وأما الجانب الشرعي فقد ذكرنا حكمه وننصحك بأمور، منها: طي صفحة الماضي، ونسيان ما حدث، والإيمان بأن كل ما حدث قد سبق به علم الله عز وجل وكتبه عليك وأراده سبحانه، وراجعي الفتوى رقم: 99425.
ومنها: أن الخير فيما اختاره الله عز وجل، وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم.
ومنها: الإقبال على ما ينفع من عمل ديني ودنيوي، وعدم الخوف من المستقبل، فالأمور بيد الله عز وجل.
وعليك بتقوى الله عز وجل والاستعانة به، والثقة به والتوكل عليه، وعدم العجز، والأخذ بالأسباب.
هذا واحمدي الله تعالى أن جعلك تعيشين في مجتمع محافظ حسب وصفك فذلك خير لك في عاجلك وآجلك، وعلمي أن ما يسمى بالتعارف قبل الزواج لا خير فيه ولا يعطي صورة حقيقية عن الأشخاص في الغالب وآثاره سيئة فلا تعلقي نفسك به وتظني أنه خير مما أنت فيه.
والله أعلم.