عنوان الفتوى : الواجب في التوبة من السرقة
إلي والدنا العزيز وشيخنا الفاضل عمر عبد الكافي من ابنتك التي تبحث عن السعادة عن طريق السعادة الحقيقية وترجو من الله أن يهدي قلبها الحائر إلى الإيمان شيخنا الفاضل أريد أن ترد على هذه الرسالة بكل تكتم لأنني ارتاح لحكمك وعلاجك الصارم المسالة صارت مند سنوات (35سنة)أبي تزوج بغير رضى أمي ولكن المشكلة أن أخي الأكبر قد سرق الحلي(ذهبا و فضة)الخاص بزوجة أبي انتقاما منه و ذلك بغير علم أمي لكنها تقبلت ذلك عند علمها فقذف أخي الحلي الفضي في البحر وغير الحلي الذهبي و سلمه لأمي فكانت الضحية أختي الكبرى التي اتهمت بالسرقة وهي ذات 15 سنة فقام أبي بفصلها عن الدراسة وهي من المتفوقين وأخدها إلى الشرطة للاعتراف ( ضربت وأهينت وقيدت..) و هي لا تعلم شيئا ولازال أبي لوقتنا هدا على يقين من أنها هي الفاعلة وحتى لو أخبرناه بالحقيقة لن يصدق لكثرة حبه لأخي الأكبر و بعد عدة سنوات أطلعت أمي بعض إخوتي بالحقيقة منها أنا وأختي الكبرى علما بأن أمي لم تكن بحاجة إلى المال ولكنها احتفظت بالحلي وبعدها كل من يحتاج إليه(أولادها) تبيع منه وتفك أزمته(عمل.زواج...) أما أنا فأهدتني يوم زفافي قطعة منه(المسروق)و عندما فقد زوجي العمل و أصبح فقيرا وله دين أعطتني مبلغ 20.000دج (من السرقة)سددت الدين عن زوجي بغير علمه بمصدره فكذبت وقلت إنها لأختي ووعدت نفسي أن أتصدق بالمبلغ إن توفر لي ذلك والآن قلنا لامي أن تعيد السرقة بأي طريقة والمشكلة أننا لا نعرف كمية الحلي المسروق و كيفية التصرف في وزنه سابقا واليوم وقد توفيت زوجة أبي ولها أولاد من زوجين آخرين (ليس أبي) ونخاف أن يعرفوا بالأمر فهل يجوز التصدق بالمبلغ للفقراء? وما هي الطريقة الصائبة لحل هذه المشكلة? علما أن الحلي ليس لزوجة أبي فقط بل كان لزوجة عمي قليل منه وهي على قيد الحياة وهل علي أن أرد هدية أمي عند زواجي أو بالأحرى كيف أتصرف بها?إن ضميري يؤنبني. بالإضافة إلي أن أمي تنوي الحج بثمن الحلي الخاص بها(ليس مسروقا) وأمي مترددة في إرجاع السرقة ونحن نريد أن نساعدها للرجوع إلى الله وهي صادقة. أما بالنسبة لأخي الأكبر فهو لم يندم على فعلته وقال لو وجدت أكثر لأخدته علما بأنه لم يستفد منه ولو بشيء قليل(أعطاه كله لأمي) فارجو من الله أن تسعفنا بالحل ولا تنسانا بالدعاء أنا وأهلي وبناتي وزوجي وخاصة إلى ابنة أختي الكبرى التي شجعتني علي مراسلتك وكتابة هده المشكلة وجميع المسلمين بنيل الفردوس الاعلى (( دعاء خاص لأبي ليصلح حاله ويتوب إلى الله ويصبح يصلي ولكي يقوم بالفرائض ويحنن قلبه علينا ويهدي أمي لما فيه خير لها)).
خلاصة الفتوى:
اعلمي أن من حق أبيكم أن يتزوج من امرأة ثانية ، ولا يشترط رضى أمك بهذا الزواج ، لأنه أمر أباحه الله له. وإن صح ما ذكرت من كون أخيك قد سرق شيئا من مجوهرات زوجة أبيكم وزوجة عمكم فهو آثم ، ويشترك معه في الإثم كل من أخذ شيئا من هذه المجوهرات وهو يعلم أنها مسروقة ، فالواجب على الجميع التوبة إلى الله تعالى. ومن تمام هذه التوبة رد المسروق إلى صاحبه ولو من طريق غير مباشر ، ومن مات يرد ماله إلى ورثته. ولا يجزيء التصدق بقيمة المسروق ما دام صاحبه معلوما، وما كان موجودا من هذه المجوهرات يرد بعينه إلى صاحبه ، وما لم يوجد منه ترد قيمته بسعر يوم السرقة. وينبغي السعي في رفع الظلم عن أختكم هذه.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
واعلمي أن من حق أبيكم أن يتزوج من امرأة ثانية ، ولا يشترط رضى أمك بهذا الزواج ، لأنه أمر أباحه الله له.
وإن صح ما ذكرت من كون أخيك قد سرق شيئا من مجوهرات زوجة أبيكم وزوجة عمكم فهو آثم ، ويشترك معه في الإثم كل من أخذ شيئا من هذه المجوهرات وهو يعلم أنها مسروقة ، فالواجب على الجميع التوبة إلى الله تعالى. ومن تمام هذه التوبة رد المسروق إلى صاحبه ولو من طريق غير مباشر ، وإن كان قد مات يرد ماله إلى ورثته. ولا يجزئ التصدق بقيمة المسروق ما دام صاحبه معلوما.
وما كان موجودا من هذه المجوهرات يرد بعينه إلى صاحبه ، وما لم يوجد منه ترد قيمته بسعر يوم السرقة. وراجعي الفتوى رقم 79649.
وينبغي السعي في رفع الظلم عن أختكم هذه ، ويمكنكم في هذا السبيل الاستعانة ببعض العقلاء وأهل الفضل ، ويمكنكم الالتزام له برد هذا المال إلى ورثة زوجته ، وردها لازم أصلا كما ذكرنا ، ولكن لا تخبروه بمن قام بسرقة هذا المال ، لأن إخباره بالحقيقة قد تترتب عليه مفاسد أعظم.
وليس لهذا الموقع علاقة بالشيخ عمر عبد الكافي ويمكنك الكتابة إليه من خلال موقعه وهو 0
والله أعلم.