عنوان الفتوى : لفظ الأرض لبعض الكفار والفجار بعد دفنهم

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

سمعت يوما أن شيخا كان يسرق ولما مات عند قبره قذفت به التربة فماذا تقولون في هذا؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنه لا يستغرب معاقبة الله تعالى لبعض الفجار والعصاة بأن تلفظهم الأرض بعد الدفن ففي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال: كان رجل نصراني فأسلم وقرأ البقرة وآل عمران فكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم فعاد نصرانياً فكان يقول ما يدري محمد إلا ما كتبت له فأماته الله فدفنوه فأصبح وقد لفظته الأرض، فقالوا: هذا فعل محمد وأصحابه لما هرب منهم نبشوا عن صاحبنا فألقوه فحفروا له فأعمقوا فأصبح وقد لفظته الأرض، فقالوا: هذا فعل محمد وأصحابه نبشوا عن صاحبنا لما هرب منهم فألقوه فحفروا له وأعمقوا له في الأرض ما استطاعوا فأصبح قد لفظته الأرض فعلموا أنه ليس من الناس فألقوه.

وفي سنن ابن ماجه عن عمران بن الحصين قال: أتى نافع بن الأزرق وأصحابه فقالوا: هلكت يا عمران، قال: ما هلكت قالوا: بلى، قال: ما الذي أهلكني، قالوا: قال الله: وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه. قال: قد قاتلناهم حتى نفيناهم فكان الدين كله لله إن شئتم حدثتكم حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: وأنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: نعم، شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد بعث جيشاً من المسلمين إلى المشركين فلما لقوهم قاتلوهم قتالاً شديداً فمنحوهم أكتافهم فحمل رجل من لحمتي على رجل من المشركين بالرمح فلما غشيه قال: أشهد أن لا إله إلا الله إني مسلم فطعنه فقتله فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله هلكت، قال: وما الذي صنعت مرة أو مرتين فأخبره بالذي صنع فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم فهلا شققت عن بطنه فعلمت ما في قلبه، قال يا رسول الله لو شققت بطنه لكنت أعلم ما في قلبه، قال: فلا أنت قبلت ما تكلم به ولا أنت تعلم ما في قلبه، قال: فسكت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يلبث إلا يسيراً حتى مات فدفناه فأصبح على ظهر الأرض، فقالوا: لعل عدوا نبشه فدفناه ثم أمرنا غلماننا يحرسونه فأصبح على ظهر الأرض فقلنا لعل الغلمان نعسوا فدفناه ثم حرسناه بأنفسنا فأصبح على ظهر الأرض فألقيناه في بعض تلك الشعاب.

قال الكتاني في مصباح الزجاجة: هذا إسناد حسن عاصم هو الأحول روى له مسلم والسميط وثقة العجلي وروى له مسلم في صحيحه أيضاً وسويد بن سعيد مختلف فيه.

والله أعلم.