عنوان الفتوى : نحب النبي ونقتدي به لهذه الأسباب
لماذا نقتدي برسول الله؟ وماعلينا أن نفعل من أجل نصرته؟ ولماذا أحببنا رسول الله؟.الرجاء الإجابة في أقرب وقت؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فحقوق رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا كثيرة، وجماعها إجمالا في ما يلي: طاعته في ما أمر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وتصديقه بما أخبر، والتخلق بأخلاقه والاهتداء بهديه، والاقتداء به ونشر سنته والدفاع عنها، وحبه أكثر من المال والنفس والولد و سائر البشر ، وحب أهل بيته الأخيار وصحابته الكرام، فقد قال الله تعالى: إِِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا.{الفتح: 8-9}، ويقول الله تعالى: فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ. { الأعراف:157}
وقد دل لضرورة الاقتداء به ما في اتباعه من كسب محبة الله تعالى ورحمته وغفرانه وهدايته. قال تعالى: قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {آل عمران: 31} وقال تعالى: وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ {الأعراف:158}.
والله تعالى قد ربط طاعته بطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وجعل اتباعه علامة على محبته، وجعل طاعته سبباً لدخول الجنة، وعدم طاعته علامة على الإباء عن دخول الجنة ، وجعل مخالفة أمره صلى الله عليه وسلم سبباً لتعرض الإنسان للفتنة وللعذاب الأليم. قال تعالى: وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ {الأنفال:1} وقال تعالى: قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيم. {آل عمران:31}
وفي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ، قيل: ومن يأبى يا رسول الله ؟ قال : من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى .
وقال تعالى: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ.{النــور:63}
وأما حبه فهو من أفضل القرب وأجل العبادات التي يتقرب بها إلى الله عز وجل. قال صلى الله عليه وسلم: ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود للكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار. متفق عليه. وقال صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين. والحديث في الصحيحين.
وأما نصره صلى الله عليه وسلم فهو واجب كل مسلم، فقد روى مسلم من حديث تميم الداري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الدين النصيحة، قلنا: لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم. قال النووي في شرحه للحديث: وأما النصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتصديقه على الرسالة والإيمان بجميع ما جاء به، وطاعته في أمره ونهيه ونصرته حيا وميتا، ومعاداة من عاداه وموالاة من والاه، وإعظام حقه وتوقيره، وإحياء طريقته وسنته، وبث دعوته ونشر شريعته ونفي التهمة عنها... اهـ
وقال شيخ الإسلام: التعزير اسم جامع لنصره وتأييده ومنعه من كل ما يؤذيه، والتوقير: اسم جامع لكل ما فيه سكينة وطمأنينة من الإجلال، وأن يعامل من التشريف والتكريم والتعظيم بما يصونه عن كل ما يخرجه عن حد الوقار. اهـ
وراجعي الفتاوى ذات الأرقام التالية: 71157، 71469، 12185، 58281.
والله أعلم.