عنوان الفتوى : الهدي النبوي في الأسماء
أريد أن أعرف معنى اسم تالين في الإسلام وهل يجوز أن أسمي بنتي باسم تالين؟
خلاصة الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الإجابة عن السؤال نقدم بهذه المقدمة نقلا من كتاب زاد المعاد الجزء الثاني باختصار:
قال الميموني: تذاكرنا لكم يسمى الصبي؟ قال لنا أبو عبد الله: يروى عن أنس أنه يسمى لثلاثة، وأما سمرة فقال يسمى في اليوم السابع. ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال (أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن وأصدقها حارث وهمام وأقبحها حرب ومرة) وثبت عنه أنه غير اسم عاصية وقال "أنت جميلة " وكان اسم جويرية برة فغيره رسول الله صلى الله عليه وسلم باسم جويرية. وقالت زينب بنت أم سلمة (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسمى بهذا الاسم فقال "لا تزكوا أنفسكم الله أعلم بأهل البر منكم"
ولما كانت الأسماء قوالب للمعاني، ودالة عليها، اقتضت الحكمة أن يكون بينها وبينها ارتباط وتناسب، وأن لا يكون المعنى معها بمنزلة الأجنبي المحض الذي لا تعلق له بها، فإن حكمة الحكيم تأبى ذلك، والواقع يشهد بخلافه، بل للأسماء تأثير في المسميات، وللمسميات تأثر عن أسمائها في الحسن والقبح والخفة والثقل واللطافة والكثافة كما قيل:
وقلما أبصرت عيناك ذا لقب * الا ومعناه إن فكرت في لقبه
وكان صلى الله عليه وسلم يستحب الاسم الحسن، وأمر إذا أبردوا إليه بريدا أن يكون حسن الاسم حسن الوجه، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أمته بتحسين أسمائهم وأخبر أنهم يدعون يوم القيامة بها، وفي هذا - والله أعلم - تنبيه على تحسين الأفعال المناسبة لتحسين الأسماء لتكون الدعوة على رءوس الأشهاد بالاسم الحسن والوصف المناسب له.
وتأمل كيف اشتق للنبي صلى الله عليه وسلم من وصفه اسمان مطابقان لمعناه وهما: أحمد ومحمد فهو لكثرة ما فيه من الصفات المحمودة محمد، ولشرفها وفضلها على صفات غيره أحمد، فارتبط الاسم بالمسمى ارتباط الروح بالجسد، وكذلك تكنيته صلى الله عليه وسلم لأبي الحكم بن هشام بأبي جهل كنية مطابقة لوصفه ومعناه وهو أحق الخلق بهذه الكنية، وكذلك تكنية الله عز وجل لعبد العزى بأبي لهب لما كان مصيره إلى نار ذات لهب كانت هذه الكنية أليق به وأوفق وهو بها أحق وأخلق.
ولما كان الأنبياء سادات بني آدم وأخلاقهم أشرف الأخلاق وأعمالهم أصح الأعمال كانت أسماؤهم أشرف الأسماء، فندب النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى التسمي بأسمائهم كما في سنن أبي داود والنسائي: تسموا بأسماء الأنبياء. انتهى
فندعو الأباء والأمهات لحسن اختيار أسماء مواليدهم، فلكل مولود نصيب من اسمه. واسم (تالين) لم نجد له معنى حسنا ولا قبيحا فيجدر العدول عنه والتسمي بغيره من الأسماء حسنة المعنى.
والله أعلم.