عنوان الفتوى : الحساب يوم القيامة
فسؤالي هو أن الإنسان عندما يوضع في قبره فإن كان مؤمنا يقال انظر مقعدك في النار قد بدله الله لك بمقعد في الجنة فهو يعلم بأنه في الجنة، لماذا يحاسب مرة أخرى يوم القيامة؟
خلاصة الفتوى:
ما وقع في القبر كان سؤالاً وعن أساس العقيدة، وأما ما يقع يوم القيامة فهو حساب على الأعمال، وحساب المؤمن فيه يكون يسيراً، وحساب الكافر والمنافق يكون عسيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحديث المشار إليه حديث صحيح رواه البخاري ومسلم وغيرهما ولفظه كما في صحيح مسلم: إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم، قال: يأتيه ملكان فيقعدانه فيقولان له ما كنت تقول في هذا الرجل، قال: فأما المؤمن فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله، قال: فيقال: له انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعداً من الجنة، قال نبي الله صلى الله عليه وسلم فيراهما جميعاً. فبذلك يزداد المؤمن نعيماً وفرحاً وسروراً ويزداد الكافر هما وغماً عذاباً...
وأما الحساب فقد ورد في القرآن والسنة بما لا يحصى، وهو من عقائد المسلمين الأساسية، ومن أسماء يوم القيامة يوم الحساب، وكل الناس يحاسبون على أعمالهم إلا ما استثنى... وحساب المؤمن يوم القيامة يكون حساباً يسيراً، كما قال الله تعالى: فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ* فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا* وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا {الإنشقاق:7-8-9}، والحساب اليسير: أن ينظر في كتابه فيتجاوز له عنه كما جاء في الحديث، وأما الكافر فيكون حسابه عسيراً، كما قال الله تعالى: وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ* وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ {الحاقة:26}.
والله أعلم.