عنوان الفتوى : هل يقبل الدعاء والذكر من تارك الصلاة
هل يقبل الدعاء ممن لا يصلي؟ وهل يؤجر على تسبيح وذكر اسم لله والصلاة على رسول لله صلى لله عليه وسلم ممن لا يصلي أيضا؟ فأفيدونا جزاكم لله خيراً.
خلاصة الفتوى:
من كان لا يصلي جحودا لوجوب الصلاة وإنكاراً لها فهو كافر لا يقبل الله له طاعة، سواء كانت صلاة أو تسبيحاً أو غير ذلك. وأما الدعاء فقد يستجاب له، ومن كان معترفاً بوجوب الصلاة مقراً بها إلا أنه يتركها كسلاً وتهاوناً فقد اختلف أهل العلم في الحكم عليه؛ فمنهم من قال بكفره، ومنهم من قال بفسقه، فعلى القول الأول حكمه حكم من تركها جحوداً لا يقبل منه أي طاعة حتى يتوب إلى الله تعالى، وعلى القول الثاني يكون من جملة المسلمين تصح منه الطاعة ويؤجر عليها إن شاء الله تعالى.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الحكم على من لا يصلي بالانتفاع بالذكر والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أو عدم الانتفاع بذلك يتفرع عن الحكم على تارك الصلاة. وتفصيل ذلك أنه إن كان لا يصلي جحوداً لها، فهو كافر والعياذ بالله تعالى بإجماع عامة المسلمين، والكافر لا يتنفع بأي عبادة ولا قربة لأنه خارج عن الإسلام، ولا مانع من قبول دعائه استدراجاً كما حصل لإبليس، كما قال بعض أهل العلم، وقيل لا يقبل دعاؤه.
وإن كان لا يصلي تكاسلاً مع إقراره بوجوبها فقد اختلف في الحكم عليه؛ فذهب جمهور العلماء إلى أنه غير كافر لكنه فاسق مرتكب كبيرة حتى يتوب إلى الله تعالى، وعلى هذا القول فلا مانع من انتفاعه بالذكر والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لأنه مسلم.
وأما الدعاء فإنه يستجاب للمسلم كما قد يستجاب للكافر، إلا أن دعاء المسلم أحرى بالاستجابة، كما أن دعاءه عبادة يثاب عليها. وأما الكافر فلا يقبل منه باعتباره عبادة ، ولا يثاب عليه، وإن استجيب له فإنما يقع ذلك استدراجاً أو من باب رحمة الله بعموم خلقه، وذهب الإمام أحمد في المشهور من مذهبه إلى أن تارك الصلاة يعتبر كافراً ولو كان مقراً بوجوبها، وعلى هذا القول فلا ينتفع بشيء من القرب والعبادة إلا إذا تاب ورجع من الردة، وكنا قد أوضحنا بعض التفاصيل فيما يتعلق بهذا الموضوع في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 6840، 6061، 62328.
والله أعلم.