عنوان الفتوى : حكم استئثار البعض بالثمر المشترك بين الجميع
أخي يعمل كدركي و هو يزاول عمله في إحدى البنايات الخاصة بالدرك و هي متضمنة لحديقة تحتوي على شجرة برتقال.قام أخي و زميل له بقطف كمية كبيرة من ذلك البرتقال و اقتسامه بينهما في ليلة مداومتهما فتركا فقط البرتقالات صعبة المنال و التي توجد في أعلى الشجرة مما أثار حنق الآخرين الذين كانوا يستفيدون من ذلك البرتقال- يأكلون منه و يشربون عصيره - فأحضره أخي لأسرتنا و قاموا بشرب عصيره إلا أنا امتنعت لأنني أظن أنه حصل عليه بطريقة غير شرعية لأنه لا يمتلك تلك الشجرة بل تعتبر في نظري مشاعا لكل العاملين معه في ذلك المكان فهي ليست في ملك أحد و خصوصا أن القسمة لم تكن عادلة بين الكل. أود أن أسأل هل أنا على صواب أي أن ذلك البرتقال من مصدر حرام أم لا؟ و جزاكم الله عنا خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان ثمر الحديقة مشترك بين جميع الموظفين بالتساوي فلا يجوز لأحدهم الاستبداد بالثمر أو يأخذ أكثر من نصيبه. والقاعدة الفقهية تنص أن المساواة في اليد توجب المساواة في الاستحقاق.
وفي الصحيحين نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن القران إلا أن تستأذن أصحابك.
والقِران بكسر القاف هو أن يقرن الثمرة مع أختها ويرفعهما إلى فيه جميعا.
وذكر النووي إن كان الطعام مشتركا بينهم فالقران حرام إلا برضاهم بقول أو قرينة يحصل بها علم أو ظن. اهـ
وجاء في حاشية العدوي: في النهي عن القران في التمر: وإن عللنا بالاستبداد وكان القوم شركاء بشراء أو مطعمين كان النهي نهي تحريم، وقوله في التمر يريد وكذلك سائر الأطعمة والفواكه، وهذا إذا استووا في الشركة، وأما إن اختلفت الأنصباء فيأخذ كل واحد قدر حصته.
وعليه، فما ذكرته السائلة من أنه لا يحق لأخيها الاستبداد بثمر الحديقة وامتناعها هي عن تناول ذلك صحيح.
والله أعلم.