عنوان الفتوى : هل يستطيع الجني أن يضع السحر في أماكن خفية في المنزل
أريد جوابا لسؤال محيّر : إذا كان البيت فيه عمل أو شيء من السحر والعياذ بالله ، ورأينا أي شيء يدل على ذلك ، وقد أخذناه إلى الشيخ : كيف يدخل السحر (العمل) ؛ هل هو عن طريق الجن أم ماذا ؛ لأن المكان لا يستطيع أحد الوصول إليه ؟ أتمنى أن يكون سؤالي واضحا مع جزيل الشكر
الحمد لله
المادة التي يضع فيها الساحر سحره ، كالخيوط والعقد والأوراق وغيرها ، قد يلقيها
الساحر في بيت المسحور بنفسه ، أو عن طريق الجن ، أو يعطيها لمن طلب السحر ليضعها
بنفسه حيث يريد .
والجن لهم قدرات يتمكنون بها من دخول المنازل والأمكنة ، وقد يسرقون منها بعض
الأمتعة ، كما في حديث أبي هريرة وسرقة الجني من تمر الصدقة ، أو يضعون فيها ما
يأمرهم به الساحر ، وعلى المسلم أن يتحصن بالأذكار الشرعية ، وأن يسمي الله تعالى
عند دخوله وعند طعامه وشرابه ، وأن يغلق بابه ، فإن الشيطان لا يفتح بابا أغلق .
وينظر : سؤال رقم : (101681)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في بيان ما تفعله الشياطين للسحرة : " وإما أن
يأتيه بمال من أموال بعض الناس ، كما تسرقه الشياطين من أموال الخائنين ومن لم يذكر
اسم الله عليه ، وتأتى به " انتهى من "مجموع
الفتاوى" (19/35).
فمن أغلق بابه وسمى الله ، ووضع متاعه وماله وسمى الله ، كان ذلك حفظا له من الجن .
وقد يضع الساحر السحر بنفسه ، كما في قصة سحر النبي صلى الله عليه وسلم ، فعن زيد
بن أرقم رضي الله عنه قال : ( كان رجل [ من اليهود ] يدخل على النبي صلى الله عليه
وسلم [ وكان يأمنه ] فعقد له عُقَدا فوضعه في بئر رجل من الأنصار [ فاشتكى لذلك
أياما ـ وفي حديث عائشة ( ستة أشهر ) ـ ] فأتاه ملكان يعودانه فقعد أحدهما عند رأسه
والآخر عند رجليه فقال أحدهما : أتدري ما وجعه ؟ قال فلان الذي [ كان ] يدخل عليه
عقد له عُقَدا فألقاه في بئر فلان الأنصاري فلو أرسل [ إليه ] رجلا وأخذ [ منه ]
العقد لوجد الماء قد اصفر . [ فأتاه جبريل فنزل عليه بالمعوذتين ) وقال : إن رجلا
من اليهود سحرك والسحر في بئر فلان قال ] فبعث رجلا وفي طريق أخرى فبعث عليا رضي
الله عنه ) [ فوجد الماء قد اصفر ] فأخذ العقد [ فجاء بها ] [ فأمره أن يحل العقد
ويقرأ آية ] فحلها [ فجعل يقرأ ويحل ] [ فجعل كلما حل عقدة وجد لذلك خفة ] فبرأ .
وفي الطريق الأخرى : ( فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما نشط من عقال ) وكان
الرجل بعد ذلك يدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فلم يذكر له شيئا منه ولم يعاتبه
[ قط حتى مات ] ) أورده الألباني في السلسة
الصحيحة (6/615) وعزاه للحاكم (4/460) والنسائي (2/172) وأحمد (4/367) والطبراني.
وأفاد هذا الحديث أن السحر إذا استخرج وكان فيه عقد ، فإنها تحل مع القراءة .
وبين أهل العلم أنه يتلف ما عمله الساحر .
قال الشيخ ابن باز رحمه الله : " ينظر فيما فعله الساحر ، إذا عرف أنه مثلا جعل
شيئا من الشَّعر في مكان ، أو جعله في أمشاط ، أو في غير ذلك ، إذا عرف أنه وضعه في
المكان الفلاني أزيل هذا الشيء وأحرق وأتلف فيبطل مفعوله ويزول ما أراده الساحر "
انتهى من "مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن
باز" (8/144) .
وينبغي الحذر من الذهاب للعرافين والدجالين ، فإنه هذا محرم لا يجوز ، وإنما يجوز
الاستعانة بأهل الاستقامة والصلاح ، المتمسكين بالسنة ، في علاج السحر وإبطاله .
وينظر : سؤال رقم (13792)
ورقم (21124)
ورقم (11290)
ورقم (12918)
والله أعلم .