عنوان الفتوى : مسائل في ماء زمزم والشرب منه
أسئلتي تتمحور حول ماء زمزم: 1/ هل يحبذ الدعاء قبل شرب ماء زمزم أم بعد الشرب؟ 2/ هل بإمكاني أن أسأل الله عدة أدعية؟ 3/ هل يحبذ أن أكون على وضوء عند شرب ماء زمزم؟ 4/ هل استجابة الدعاء مقرونة فقط بشرب ماء زمزم بمكة أم يمكن إرساله عبر البريد؟ 5/هل التضلع في شرب ماء زمزم يحبذ على ثلاث فترات؟ جازاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ماء زمزم لما شرب له. رواه أحمد وابن ماجه، والمعنى: لكل مهم من مهمات الدنيا والآخرة، فمن شربه بنية الشفاء شفي بإذن الله، ومن شربه بنية التوفيق للعمل الصالح وفق بإذن الله، ولا نعلم حديثا مرفوعا للنبي صلى الله عليه وسلم يدل على استحباب الدعاء عند شرب زمزم؛ لكن روى الدارقطني عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان إذا شرب ماء زمزم قال: اللهم إني أسألك علما نافعا، ورزقا واسعا، وشفاء من كل داء.
وقد نص الفقهاء على أن الدعاء يكون بعد الشرب، وانظر لذلك الفتوى رقم: 6983، وبإمكان شارب زمزم أن يسأل الله ما شاء من خيري الدنيا والآخرة، ورجاء الإجابة ليس خاصا بشربها في مكة أو المدينة.
ولا نعلم دليلا خاصا في استحباب شرب زمزم على وضوء، ولكن دلت السنة على استحباب الحفاظ على الوضوء عموما كقوله صلى الله عليه وسلم: ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن. رواه أحمد وابن ماجه.
ويستحب عند شرب ماء زمزم وغيره أن يسمي أولا ويشرب على ثلاث مراحل، لما رواه أبو داود عن أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا شرب تنفس ثلاثا، وقال: هو أهنأ وأمرأ وأبرأ. وقد روى ابن ماجه بسند فيه ضعف عن ابن عباس رضي الله عنهما موقوفا قال: إذا شربت منها - أي من زمزم - فاستقبل القبلة، واذكر اسم الله، وتنفس ثلاثا، وتضلع منها، فإذا فرغت فاحمد الله عز وجل، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن آية ما بيننا وبين المنافقين أنهم لا يتضلعون من زمزم.
والله أعلم.