عنوان الفتوى : هل يصوم ويفطر كل الناس بصوم وإفطار السعودية
الحمد لله أنكم لم تخيبوا أملي بالرد وجزاكم الله عنا وعنكم كل خير، أما فيما يتعلق برسائلي التي وصلتكم وطلبتم إعادتها: أولاً : ما حكم بداية الصيام والإفطار في الدول غير الإسلامية علماً بعدم وجود مركز إسلامي معتمد وكل ملّة للأسف تفعل على هواها مع وجودهم في نفس المدينة!! وما حكم أن بعض الأشخاص يعتمدون على الفلك في ظهور الهلال والبعض الآخر يقوم باتباع المملكة السعودية بغض النظر عن أي شيء باعتبار أن كل العالم يعتمد عليها في الحج الكريم وعيد الأضحى؟؟؟. ولدي طلب آخر وهو إيصال صوتي عن طريقكم الكريم إلى منظمه المؤتمر الإسلامي لإيجاد حل سريع وشاف يوحّد كلمة المسلمين وعيدهم في أنحاء المعمورة وخاصة في المهجر الذين يعانون بشدة وحتى أنهم لا يجدون مبررا لهذا التباين لزملائهم الأجانب حتى لا يصدقون أنهم من نفس الدين ولا حول ولاقوه إلا بالله.
خلاصة الفتوى: الأصل في ثبوت صوم رمضان أو الإفطار منه رؤية الهلال لا الحساب الفلكي، كما أن اختلاف المطالع له اعتباره فلا يصوم المسلم بصوم بلد بعيد عنه، وإذا لم ير الهلال ببلده راعى في أمر الرؤية ما يجاور بلده من البلدان، والواجب على المسلمين الحرص على الوحدة والحذر من الفرقة، إلا أن الخلاف في هذه لمسألة من الخلاف المحتمل الذي لا يذم عليه المختلفون إذا كان اختلافهم مبناه الاختلاف المعروف قديما في هذه المسألة.
فقد سبق أن بينا أن العبرة في ثبوت هلال رمضان أو شوال هو الرؤية وليس الحساب الفلكي، وأن اختلاف المطالع معتبر على الراجح من أقوال أهل العلم، ويمكنك أن تراجع الفتوى رقم: 6636، وينبغي للمسلمين أن يحرصوا على الوحدة والائتلاف لا الفرقة والاختلاف، فإذا لم يوجد مركز إسلامي في بلادهم فيمكنهم أن يكونوا لجنة شرعية لتحري رؤية الهلال أو يتبعوا في ذلك إحدى البلاد المجاورة لهم، ولا يمكن لمن هو بعيد عن السعودية أن يصوم بصوم أهلها أو يفطر بإفطارهم.
ولمزيد الفائدة نرجو مراجعة الفتويين: 6375، 2536.
ثم إنه ينبغي أن يعلم أن الخطب يسير لا يقتضي كل هذا التهويل، والخلاف في مسألة اختلاف المطالع خلاف قديم منذ عصر الصحابة رضي الله عنهم وليس مظهرا من مظاهر الاختلاف المذموم، ومن عمل بما أداه إليه اجتهاده فقد أحسن أصاب أم أخطأ، وقديما قال سعيد بن جبير رحمه الله: قد أحسن من انتهى إلى ما سمع.
أما المشكلة التي عندك في خدمة الرسائل فقد عرضناها على القسم الفني وسيردون عليك بإذن الله تعالى.
والله أعلم.