عنوان الفتوى : مسألة اختلاف المطالع في رؤية الهلال
نقيم في الهند، ونريد أن نستفسر عن صيام رمضان؛ ولهذا نريد توضيح الآتي: 1.الهند ليست دولة مسلمة. 2.الجماعات والمراكز الإسلامية في الهند عدة، وكل مركز يحدد رمضان في يوم مختلف عن الآخر. 3.لم تصادف رؤية رمضان نفس اليوم في الهند والدول العربية مرة واحدة، خلال مدة إقامتي بها وهي 22 سنة. 4 المراكز الإسلامية الهندية المسؤولة عن تحري الهلال، لا تتحرى الهلال، كما تدعي، فقد صادف أكثر من مرة أن أعلن رمضان في الدول العربية، ونحن في الهند رأينا الهلال بأعيننا المجردة بوضوح، بينما المراكز الهندية تتحرى رؤيته. 5.اتضح لنا من خلال الفترة التي عشناها، أن المراكز الهندية تتعمد تأجيل إعلان رمضان في حالة صادف أن كان أول رمضان في الهند، يصادف أول رمضان في الدول العربية. 6- في حالتين أذكر منهما: العام الماضي 2015 ميلادية، كان شعبان في الهند 31 يوما؛ لأن إتمام 30 يوما صادف نفس توقيت السعودية. 7. الفارق بين رمضان في الهند، والدول العربية يتراوح بين يوم و3 أيام. 8.البعض يعتذر باختلاف التوقيت، وخطوط الطول والعرض، ولكن إذا أخذنا ذلك بعين الاعتبار، فيجب رؤية الهلال بالهند قبل الدول العربية وليس بعدها. 9.العام الماضي أعلن هلال رمضان في الدول العربية، وفي ماليزيا وإندونيسيا في نفس الوقت، بينما الهند أعلنته في اليوم الثاني. علما أن الهند تقع بين ماليزيا والدول العربية. 10. هناك اختلاف بين الجمعيات الإسلامية، نتج عنه اختلاف المواقيت بينها: فإذا أعلنت الجمعية، أو المركز الإسلامي في مومباي عن رمضان فإن المركز في حيدر أباد، أو سورات الخ يعلنون يوما آخر حتى لا يتبعوا المركز الذي أعلن أولا. 11.ولايه كيرلا في جنوب الهند، يصادف دائما إعلانهم لرمضان، نفس إعلان دولة الإمارات. إما لأنهم يتحرون الهلال حقيقة، أو لأنهم قرروا اتباع الإمارات. 12.تحري الهلال هنا البعض يريد أن يكون بالعين المجردة الواضحة. 13.الهنود لا يحتفلون بعيد الأضحى مع السعودية، بل يتحرون الهلال فيه أيضا، رغم أن تحريهم خطأ من ناحية أن الحج عرفة، ومن ناحية أخرى فهم لا يتحرون الهلال بطريقة صحيحة. وترى مرة أخرى أن هلال الشهر عمره يوم أو يومان بالعين المجردة، بينما هم ما زالوا يتحرونه 14.الهنود رغم اختلافهم في تحديد الهلال مع الدول العربية، فما زالوا مختلفين بينهم. 15.قد تواصلنا من سابق مع بعض المفتين، ونصحونا بأن نصوم مع السعودية، ونفطر معها. 16. البعض تواصل مع مفتين من عدة دول عربية، ولكن لم يقوموا بشرح هذه التفاصيل؛ ولهذا كان الرد دائما صم مع البلد الذي أنت فيه. و
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فدون الدخول معك في تفاصيل ما ذكرت؛ إذ كثير منها لا يمكننا التحقق من صحته، فإننا نقول لك إجمالا: قد اختلف العلماء في مسألة ما إذا رؤي الهلال ببلد، هل تكون رؤيته رؤية لجميع البلاد أم لا؟
والذي نفتي به في موقعنا، هو اعتبار اختلاف المطالع، وانظر الفتويين التاليتين: 112683 // 143909.
وعليه، فإن كنت تقلد من يرى أن رؤية البلد الواحد رؤية لجميع البلاد، فإنك تصوم وتفطر مع البلد الذي يرى فيه الهلال رؤية شرعية أولا، ولكن يكون هذا سرا لدفع الفتنة ودرء المفسدة، وأما على ما نفتي به: فعليكم أن تتبعوا أوثق المراكز التي تتحرى رؤية الهلال في بلادكم، ولا نظن أنها جميعها تتعمد ترك الرؤية، والتدليس والكذب تلبيسا على الناس كما يصوره سؤالك، وإن فرض أن هذه المراكز جميعا لا تتحرى رؤية الهلال، فإنكم تصومون وتفطرون مع أقرب بلد إسلامي إليكم يرى فيه الهلال رؤية شرعية، وانظر الفتوى رقم: 143291.
وأما من ثبتت رؤية الهلال عنده برؤيته له وحده، أو رؤية غيره من الثقات، فأقوال العلماء في حكمه مبينة في الفتوى رقم: 13303.
وهذا الذي أجملناه كاف في بيان ما يجب عليكم فعله، والحال ما ذكر.
والله أعلم.