أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإننا نسأل الله تعالى أن يُذهب عنك حزنك ويقضي حاجتك، ويرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك وتسكن إليه نفسك، ونحن نحس أيتها الأخت بما تعانينه، وإذا نصحناك فإننا ننصحك بنصيحة من يشعر بآلامك ويتمنى لك الخروج منها، ونتمنى أن تأخذي هذه النصيحة بجد.

نصيحتنا أيتها الكريمة أن تأخذي بأسباب الزواج، وأهم هذه الأسباب أن تتوجهي إلى الله تعالى باضطرار وصدق لجوء، وتسأليه سبحانه أن يقدر لك الخير ويرزقك الزوج الصالح، وتكثري من استغفاره سبحانه وتحسني به الظن، فإنه قال في الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي) فأحسني الظن بربك وأنه قادر على أن يفعل ما يشاء ولا يعجزه شيء، وأنه أرحم بك من أمك، بل من نفسك، وأنه لا يقدر لك إلا ما هو خير لك، لكنك لا تعلمين ما هو الخير، فكم يتمنى الواحد منا الشيء الذي يحبه ولا يدري أنه يحتوي على شر كبير، قال الله تعالى: {وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون} ونحن على ثقة أيتها الأخت الفاضلة بأن مناجاتك لله تعالى واشتغالك بدعائه وذكره واستغفاره ستذهب عنك كثيرًا مما تجدينه من الهم والحزن.

ومن الأسباب المهمة أختنا الكريمة البحث عن الزوج الصالح، فاستعيني بالنساء للبحث عن زوج، مع إخباره بحالتك وأن أهلك يمانعون زواجك ظلمًا، فإذا قدر الله تعالى الحصول على الخاطب فإن الأمر سهل يسير، وذلك بأن تتوجهي للقاضي الشرعي وتطلعيه على أمرك، ليأمر وليّك بالعقد أو يتولى هو العقد.

والأمر هين وسهل إن شاء الله تعالى، فإن كان الله قد قدر لك الزواج فلن يكون إلا ما قدره الله، وقد يريد الله تعالى أن يختبر صبرك على قدره وتسليمك لأمره، ثم يفرج عنك بعد ذلك، فنوصيك بالصبر والاحتساب، فهو طريقك إن شاء الله تعالى للوصول إلى ما تحبين، نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.

وبالله التوفيق.