أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : توتر وقلق وضيق أثناء المحاضرات وأثناء المذاكرة
أنا طالب في إحدى الكليات منذ ثلاث سنوات، أشعر بضيق شديد وقلق وتوتر في وقت المحاضرة، وأشعر بإحراج شديد عندما يسألني الدكتور في القاعة، ولا أستطيع المناقشة في القاعة رغم أن مستواي العلمي جيد ولله الحمد، ولا أستطيع التفاعل مع الدكتور، ولا أستطيع تكوين علاقات مع الزملاء، فصرت لا أحضر المحاضرات وقل مستواي التعليمي، وقد أثر ذلك علي.
علماً بأن أصحاب المنطقة التي أعيش بها يعقدون علي آمالا كثيرة، وأخشى أن أخيب أملهم، فما هو سبب هذا الكبت والضيق الشديد أثناء المحاضرات وأثناء المذاكرة؟ وما هو الحل لكي أتفاعل مع المجتمع من حولي؟ وهل هناك علاج يمكن تناوله لإزالة الخوف والقلق والتوتر والضيق؟!
وجزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فربما يكون لديك درجة بسيطة مما نسميه بالرهاب أو القلق أو الخوف الاجتماعي، وهذا يظهر لديك في شكل عدم مقدرتك على التفاعل مع الدكتور والشعور بالمضايقة حين تُسأل أو حين تدخل في مناقشة في القاعة مع بقية زملائك.
وأما قولك أنك أصبحت لا ترغب في الدراسة مما نتج عنه تدهور في مستواك التعليمي فهذا لا أجد له سبباً إلا أمراً واحدا، وهو ربما أنك لم تستشعر أهمية التعليم، وأصبح الخوف من الفشل لديك هو الذي أدى إلى هذا النوع من الفشل.
ورغم أني أقدر ما تعاني منه من ضيق وقلق وتوتر إلا أن القلق نفسه يمكن أن نحوله إلى طاقة إيجابية تساعدنا على الفعالية والإنتاج، بشرط أن نستشعر أهمية الأمر الذي نريد أن ننفذه، فأنت مطالب بهذا النوع من التفكير الإيجابي، بمعنى أن تضع على جدول أسبقياتك الدراسة والتعليم والسعي للحصول على المؤهل الجامعي، وليس المؤهل الجامعي فقط، إنما التميز والتفوق.
وقد ذكرت أن أهل المنطقة يعقدون عليك آمالا كثيرة، فهذا يجب أن يكون حافزاً ضرورياً من أجل الإنجاز، فأنصحك بأن تنظم وقتك؛ لأن إدارة الوقت بصورة جيدة تجعل الإنسان ينجز بصورة أفضل، فأرجو أن تخصص وقتاً لراحتك، ووقتا لممارسة الرياضة، ووقتا للترفيه عن النفس بما هو مشروع، ووقتا للعبادة، ووقتا للدراسة.. وحين تنظم وقت بصورة معقولة سوف تشعر أنك في وضع أفضل وأن استيعابك قد تحسن.
وأما بالنسبة للمخاوف التي تأتيك في أثناء المحاضرات أو المناقشة، فهذه تتطلب أن تغير مفاهيمك عن نفسك وأن تنظر إلى نفسك بأنك لا تقل عن الآخرين بأي حال من الأحوال والأمر لا يتطلب أي نوع من الرهبة، فانظر إلى نفسك إيجابياً وأنك عضو فعّال بين زملائك، وأود أن أذكرك تماماً أن الآخرين لا يقومون بمراقبتك؛ لأن بعض الذين يعانون من القلق الاجتماعي يعتقدون أنهم سوف يصابون بالفشل أو التلعثم أو فقدان السيطرة على الموقف حين يكونون في حوار أو نقاش أو مواجهة مع الآخرين، فهذا ليس بحقيقي.
يأتي بعد ذلك أن تقوم بممارسة ما نسميه بتمارين الاسترخاء، وهناك عدة أنواع من التمارين أفضلها تمارين التنفس، فأرجو أن تستلقي في غرفة وتكون الإضاءة خافتة وأن يكون المكان هادئا ولا يوجد أي نوع من الإزعاج أو الضوضاء، تأمل في شيء طيب وجميل، وبعد ذلك خذ نفساً عميقاً وبطيئاً، واملأ صدرك بالهواء، ويفضل أن يكون هذا الشهيق عن طريق الأنف، وبعد ذلك أمسك الهواء في صدرك لمدة خمس ثوانٍ، ثم أخرج الهواء أيضاً بكل قوة وبطء عن طريق الفم.. كرر هذا التمرين خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء.
وهناك أيضاً تمارين نسميها بالتمارين السلوكية المعرفية، وهي أن تعرض نفسك في الخيال: فاجلس أيضاً في مكان هادئ في المنزل وتأمل وتصور أنك تقوم بعرض موضوع معين أمام زملائك في قاعة الدراسة وأن الدكتور قد طلب منك موضوع معين من أجل تحضيره، وقد قمت بذلك العرض وتم النقاش وانتهى الأمر على خير، وكان عرضك وتقديمك فوق المستوى المطلوب، فعش هذه الرحلة الخيالية بكل تفاصيلها من بدايتها إلى نهايتها، ويجب أن تكرر هذا النوع من التأمل في الخيال فهو مفيد.
يبقى بعد ذلك أن أصف لك علاجاً دوائياً سيكون إن شاء الله مفيد وفعال لحالتك، والدواء يعرف تجارياً باسم (زولفت Zoloft) أو (لسترال Lustral) ويسمى علمياً باسم (سيرترالين Sertraline)، وربما تكون هناك منتجات تجارية أخرى في اليمن أنا لستُ ملما بأسمائها، ولذا أعطيناك الاسم العلمي لهذا الدواء، فأرجو أن تطلب الدواء من الصيدلي تحت هذا الاسم (سيرترالين).
والجرعة التي تبدأ بها هي خمسون مليجراماً ليلاً لمدة شهر، ويفضل أن تتناوله بعد الأكل ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبتين (مائة مليجرام) ليلاً، واستمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى حبة واحدة ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم توقف عن تناول الدواء، وهذا الدواء من الأدوية الممتازة والفعالة والسليمة، وتوجد أدوية أخرى مثل عقار تجارياً باسم (فافرين Faverin) ويعرف علمياً باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine)، أو عقار يعرف تجارياً (زيروكسات Seroxat) أو (باكسيل Paxil) ويعرف علمياً باسم (باروكستين Paroxetine)، ولكن السيرترالين سوف يفيدك كثيراً بإذن الله.
نسأل الله لك التوفيق، وأرجو أن لا تيأس أبداً، وأن تقيم نفسك على أسس جديدة، فأنت لديك الطاقات ولديك المقدرة، فعليك أن ترفع من عزيمتك ومن همتك واستشعر مسئوليتك، وادع الله أن يوفقك، ويمكنك الاستزادة بالاطلاع على منهاج السنة النبوية في علاج الأمراض النفسية في الاستشارات التالية: (272641-265121-267206-265003).
وبالله التوفيق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
ما سبب شعور الاكتئاب والحزن المستمر؟ | 1014 | الأحد 16-08-2020 04:25 صـ |
أنا شخصية قلقة وأشعر بأنه لا أهمية لوجودي في الحياة ولا أحد يحبني. | 1042 | الاثنين 17-08-2020 04:12 صـ |
هل كان لنا الاختيار في مسألة خلقنا؟ | 938 | الأحد 12-07-2020 07:37 صـ |
لا أرغب في الحياة بسبب مشاكلنا الأسرية. | 1364 | الأحد 12-07-2020 07:22 صـ |
أصبحت أكره أخي لما يسببه من مشاكل، فماذا أفعل؟ | 1225 | الثلاثاء 07-07-2020 05:15 صـ |