أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، وبعد:

فجزاك الله خيراً، وبارك الله فيك، ونشكرك على تواصلك مع الشبكة الإسلامية وثقتك فيما تقدمه.

فإن القلق كثيراً ما يكون مصاحباً لدرجة بسيطة أو متوسطة من الاكتئاب، وهذا ربما يؤدي إلى اضطراب في النوم، أنت قد تناولت الأدوية لمدة، وهذه الأدوية فيها خير كثير، وأود الآن أن أعدل لك العلاج الدوائي، وهذا التعديل يشمل أن تتوقف عن تناول الـ (تربتزول Tryptizol) والـ (ليبونكس Leponex)، واستمر فقط على حبة ونصف من الـ (ريمارون Remeron) – أي خمسة وأربعين مليجرام – ليلاً.

الريمارون دواء متميز جدّاً لعلاج القلق ولعلاج الاكتئاب، كما أنه محسن للنوم، وهو لا يسبب آثاراً جانبية كثيرة، وهو من الأدوية السليمة جدّاً.. إذن استعمال دواء واحد وهو ريمارون سيكون مفيدا جدّاً بالنسبة لك.

لابد أيضاً أن تحسن من صحتك النومية وذلك بتجنب النوم النهاري، ولا مانع بالطبع من القيلولة الشرعية وهي في حدود نصف ساعة إلى خمس وأربعين دقيقة.

عليك أيضاً أن تتجنب شرب الشاي والقهوة والبيبسي بعد الساعة السادسة مساءً.

وأرجو أيضاً أن تمارس أي نوع من التمارين الرياضية، ويا حبذا لو كان في فترة الصباح أو قبل المغرب، هذا النوع من الرياضة يفيد جدّاً في تحسين النوم.

وأرجو أيضاً أن تذهب إلى الفراش في وقت ثابت، بمعنى أن تساعد ما يعرف بالساعة البيولوجية وهي المنظومة التي تساعدنا أن ننام نوماً صحياً، تساعد هذه المنظومة في أن تأخذ وضعاً صحيحاً، فاذهب إلى النوم ليلاً في وقت ثابت، فلا تجعل وقت نومك مختلفا، فبعض الناس يضرون بصحتهم النومية يوماً يذهب للنوم في الساعة التاسعة مساءً وفي وقت آخر يذهب في الساعة الواحدة وفي وقت آخر في الساعة العاشرة – وهكذا – هذا ليس بالجيد أبدا.

اهتم بهذا الأمر وسوف تجد أنه - إن شاء الله تعالى – ذا فائدة كبيرة.

أيضاً لا تذهب إلى الفراش قبل أن تحس بالنعاس، وكن حريصاً على أذكار النوم، فهذا أيضاً يساعدك كثيراً.

إذن تطبيق هذه الإرشادات مع تناول الريمارون بجرعة خمسة وأربعين مليجرام سوف يزيل هذا القلق ويحسن كثيراً من نومك.

ويا أخِي لابد أن تكون متفائلاً، ولابد أن تفكر إيجابياً، انظر للأشياء الجميلة في حياتك وسوف تجدها - إن شاء الله تعالى – كثيرة جدّاً.

أيضاً عليك برفقة الصالحين واتخاذ القدوة الحسنة من الإخوة الأخيار، وكن محافظاً على صلواتك وعلى أذكارك وعلى تلاوة القرآن، وهذا - إن شاء الله تعالى – يبعث في قلبك الطمأنينة.

أرجو أيضاً أن تعبر عن ما بداخل نفسك، فلا تكتم ولا تترك الأشياء تتراكم، فإن هذه الأشياء تؤدي إلى التوتر وتؤدي إلى ضعف التواصل مع الآخرين، فكن معبراً عما بذاتك وقل ما في نفسك أولاً بأول.

أيضاً أرجو أن تهتم بعملك الوظيفي أو العمل الذي يؤديه الإنسان لابد أن يتقنه، والإنسان الذي يتقن عمله يحس بأنه قد حفز نفسه بصورة تلقائية، ويشعر بالرضا ويشعر بالطمأنينة، وفي هذا - إن شاء الله تعالى – خير كثير وزوال القلق.

لا تصف حالتك بالسيئة، فإن شاء الله حالتك ليست سيئة، فهو مجرد قلق وعسر في المزاج وقلة في النوم، وإن شاء الله باتباعك للإرشادات السابقة التي ذكرتها لك سوف تجد أن الأمر أيسر مما كان عليه سابقاً.

أسأل الله لك العافية والشفاء، وجزاك الله خيراً على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.

وللعلاج السلوكي للقلق يمكنك مراجعة هذه الاستشارات: (261371 - 263666 - 264992 - 265121 ).

وبالله التوفيق.